محمد غبن يكتب .. فساد بلاتر ومكر إنفانتينو وتمثيلية الرباط
ما أن لبث مبنى الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" الكائن فى العاصمة السويسرية زيوريخ ، أن يتعافى من فساد جوزيف بلاتر الرئيس السابق للفيفا ، ورجاله من عواجيز كرة القدم على مستوى دول العالم، إلا وظهر الوجه الحقيقى للشاب جيانى إنفانتينو الرئيس الحالى الذى تولى مقاليد الأمور فى فبراير عام ٢٠١٦ .
اختلفت الأراء وتنوعت الأسباب حول الصعود المفاجى للشاب إنفانتينو صاحب ال ٤٦ عام آن ذاك على عرش الكرة العالمية دون أى مقدمات، لكن ما أسكت الضمير الرياضى وقتها هو الرغبة العارمة فى الخروج من عباءة بلاتر وفساده المستوطن فى مقر الفيفا منذ رئاسة الرئيس الاسبق هافيلانج.
توسم الرياضيون فى كل دول العالم خيرا فى إنفانتينو ، هذا الشاب الذى جاء من أعماق كرة القدم فى أوروبا لعمل ثورة تطهير داخل الفيفا، مستعينا بقوة المحكمة الفيدرالية التى أدانت عدد كبير من مسئولى الفيفا فى قضايا فساد، على رأسهم جوزيف بلاتر وميشيل بلاتينى، دون أن يفطن أحد للهدف الأساسى وراء هذه التحركات المريبة للشاب السويسرى، الإيطالى الأصل .
ونجح إنفانتبنو فى إرتداء ثوب المنقذ، صاحب الفضيلة، الباحث عن الحقوق والحريات الرياضية، لا سيما بعدما اصطدم بالسلطات الأمريكية والإيرانية، دفاعا عن حقوق الجماهير فى ملاحقة انديتهم فى أى مكان والسيدات فى التواجد داخل مدرجات الملاعب الإيرانية .
وسرعان ما نجح الثعلب المكار فى التخلص من جميع مسئولى الفيفا القدامى فى زمن قياسى، حتى باتت مقاليد الأمو فى قبضة يده، ليبدأ بعدها خطته الماكرة فى التخلص من مراكز القوى داخل الاتحادات القارية، واستبدالهم بأشخاص يسهل ترويضهم والسيطرة عليهم .
مع بداية عام ٢٠١٧ وتحديدا فى شهر مارس، نجح مخطط إنفانتينو فى الإطاحة بالأسد العجوز عيسى حياتو من رئاسة الاتحاد الأفريقى لكرة القدم واستبداله بأحمد أحمد فى انتخابات كانت مفاجئة للاوربيين قبل الأفارقة، ليبدأ مخطط الشاب الوسيم فى إستبدال مراكز القوى فى كرة القدم بشخصيات هشة وضعيفة سواء فى المكتب التنفيذى للفيفا أو رئاسة الاتحادات القارية .
بعد ٣ سنوات من ولاية إنفانتينو الأولى ، جاءت الإنتخابات الجديدة للفيفا وتم تزكيته لولاية جديدة بدات فى عام ٢٠١٩، وهو العام الذى شهد التخلص من جميع الوجوه القديمة فى الفيفا، فيما عدا هانى أبوريدة الوحيد الذى أفلت من مقصلة إنفانتينو .
الوجه الحقيقى للقانونى والسياسى البارع إنفانتينو ظهر واضحا، بعد نجاحة فى إخراج التمثيلية الهزلية التى شهدتها فترة ماقبل انتخابات الاتحاد الافريقى لكرة القدم على مدار الأيام الماضية، ونجاحه البارع فى توزيع الأدوار داخل الكاف من جديد قبل إجراء الانتخابات المقرر لها يوم ١٢ مارس الجارى فى مشهد هزلى عرف بإسم "بروتوكول الرباط" ، يعكس مدى قدرة إنفانتينو على المكر والخداع بالقدر الذى تفوق على فساد جوزيف بلاتر بمراحل .
وقضى الإتفاق الذى تم فى الرباط فى حضور المرشحين الأربعة لرئاسة الكاف، بتنازل الكونغولى أوجستين سينجور و الإيفوارى جاك أنوما والموريتانى أحمد ولد يحيي لصالح الملياردير الجنوب إفريقى باتريس موتسبي في الرئاسة مقابل تعيين سينجور وانوما كنواب للرئيس طبقاً للائحة، وتعيين ولد يحى فى الفيفا كنوع من التعويض للثلاثى، مع التأكيد على مساندة المصرى هانى أبوريدة والمغربى فوزى لقجع للفوز بعضوية المكتب التنفيذى للفيفا .
وظهر إنفانتينو أمس فى موريتانيا وهو يمارس هواية كرة القدم بصحبة المرشحين الأربعة، بعد إتمام الصفقة والتنازل الرسمى من جانب المرشحين ليتولى موتسيبى رئاسة الكاف بفرمان من إنفانتينو .