لماذا أنشيلوتي اختيارًا خاطئًا لتدريب ريال مدريد؟
أعلن نادي ريال مدريد الإسباني، أمس الثلاثاء، عن تعيين الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مديرًا فنيًا جديدًا للفريق، خلفًا للفرنسي زين الدين زيدان.
كارلو أنشيلوتي وقع عقدًا مع " الميرنجي" يمتد لمدة 3 مواسم، ليعود لقيادة الفريق بعد رحيله عنه منذ 6 سنوات.
أنشيلوتي هو "رجل العاشرة" كما يطلق عليه مشجعو " النادي الملكي" فهو الذي قادهم لتحقيق دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة بعد غياب استمر 12 عامًا، لكن هل هو الرجل المناسب لإدارة تلك المرحلة لـ ريال مدريد؟
مبدئيًا.. ريال مدريد يعاني بشكل كبير اقتصاديًا، ذلك الأمر هو الظاهر، كما أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز أكده في أكثر من حديث، كما أنه يطالب لاعبي الفريق بتخفيض رواتبهم لتوفير بعض الأموال، فالنادي أرقته أزمة فيروس كورونا وما ترتب عليها من تبعات اقتصادية، إضافة لـ تجديد ملعب الفريق" سانتياجو برنابيو" والذي استنزف الكثير من الأموال من خزينة النادي.
لذا، فأن الجميع يعلم أن ريال مدريد لن يقوم بصرف الكثير من الأموال في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.. الفريق تعاقد مع ديفيد ألابا مجانًا في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة في الميركاتو.
ريال مدريد يعاني من أزمة أخرى، وهي أن عدد كبير من لاعبيه اقتربوا أو ارتبط اسمهم بحسب التقارير بالرحيل عن الفريق، ولعل أبرز تلك الأسماء هو سيرجيو راموس، قائد الفريق، الذي ينتهي عقده مع الفريق بنهاية الشهر الجاري.
أيضًا لوكاس فاسكيز ينتهي عقده مع الفريق نهاية الشهر، لكنه اقترب من تجديد عقده، أما رافاييل فاران ومارسيلو وجاريث بيل وإيدين هازارد، مازال مصيرهم مجهولًا، مع ارتباطهم بالرحيل عن الفريق، لذا فستكون أولى مهمات أنشيلوتي هو إقناع هؤلاء اللاعبين بالاستمرار مع الفريق في ظل وجود مبدأ يعرفه بأن قائمة الفريق ربما لن تزيد عن العدد الحالي، وإن فشل في إقناع هؤلاء اللاعبين بالبقاء، فستكون تلك أزمة كبيرة لـ أنشيلوتي.
تلك النقطة تأخذنا للسؤال.. هل كان أنشيلوتي هو المناسب لتلك المرحلة؟ زيدانن عرف كيفية التعامل مع تلك المجموعة لأنه دربهم سلفًا، لكن هل سيستطيع أنشيلوتي التعامل مع الخيارات المحدودة.
مشكلة أخرى سيواجهها أنشيلوتي في ولايته الثانية، فالفريق الآن أصبح يملك العديد من العناصر الشابة، خاصة في خط الهجوم، ومع تقدم عمر لاعبي خطي الوسط والدفاع، سيصبح لزامًا عليه الاعتماد على اللاعبين الشباب، وهو الأمر الذي قد لا يجيده كارلو على مدار مسيرته التدريبية، فهو تعود على قيادة الفرق المليئة بالنجوم الكبار والمخضرمين خاصة في السنوات الأخيرة، وبخلاف ذلك فأنه لم ينجح مع الفرق التي تضم عناصر شابة، كتجربته مع إيفرتون أو نابولي الإيطالي.
لذا فأن أنشيلوتي سيتعامل مع عدد كبير من اللاعبين الصغار، لذا فأن اختيار راؤول جونزاليس والذي درب عدد كبير من هؤلاء اللاعبين كان سيكون أفضل من جلب كارلو.
سبب آخر لعدم اختيار أنشيلوتي، هو أن الرجل الإيطالي لم يحقق أي نجاح يذكر في آخر فترتين تدريبيتين له سواء مع نابولي الإيطالي أو إيفرتون الإنجليزي، وحتى مع بايرن ميونخ الألماني، لم يصل الفريق معه للشكل الأفضل حتى رحل عن تدريب الفريق.
أخر الفرق التي دربها انشيلوتي هو إيفرتون، الفريق احتل معه المركز العاشر في البريميرليج الموسم المنقضي، رغم أن قائمة الفريق كانت أفضل من قائمة وست هام أو ليستر على سبيل المثال، واللذين احتلا المركزين الخامس والسادس في المسابقة، البعض يقول أن فكر أنشيلوتي في التدريب عفا عليه الزمن، لم يعد قادرًا على بناء خطة لعب مميزة لفريقه، ومن شاهد أداء إيفرتون الموسم المنقضي سيعي ذلك جيدًا.. الفريق اعتمد فقط على قوة الخط الهجومي والتميز في الكرات الثابتة، خلاف ذلك فكان أداء الفريق تحت قيادة كارلو عاديًا.
لا خلاف على قيمة أنشيلوتي، فهو أحد 3 مدربين فقط حققوا دوري أبطال أوروبا، وهو يعلم كيف تعمل منظومة الريال، لكن اختياره في مرحلة فاصلة.. مرحلة لن يجد فيها دعمًا كافيًا من الإدارة، هو أمر غير مفهوم بالنسبة لمنظومة ريال مدريد، فهل يخالف أنشيلوتي التوقعات ويقود ريال مدريد مرة أخرى لمنصة البطولات؟