منتخبات صنعت تاريخ اليورو«6» الجيل الذهبي لـ إسبانيا وكتابة تاريخ جديد في نسختي 2008 و2012

بطولة ينتظرها الجميع بعدما تأجلت لمدة عام بسبب انتشار وباء كورونا في العالم.

ودائمًا ما تشهد بطولات كأس الأمم الأوروبية مولد وبزوغ نجم بعض المنتخبات التى تمكنت من تحقيق المجد خلال العرس القاري الكبير.

ويستعرض الكابتن عبر سلسلة تقارير «منتخبات صنعت التاريخ»، أبرز المنتخبات التي تألقت عبر تاريخ منافسات كأس الأمم الأوروبية.

وفي الحلقة السادسة من السلسلة؛ يستعرض «الكابتن» رحلة الجيل الذهبي لمنتخب إسبانيا، لكتابة تاريخ جديد لـ " اللاروخا" بتحقيق يورو 2008، 2012.

لويس أراجونيس، المدير الفني لمنتخب إسبانيا، تولى المهمة عام 2004، وتم الاتفاق على مغادرته بنهاية عقده، عقب يورو 2008.

العجوز أراجونيس قرر عدم استدعاء راؤول جونزاليس قائد فريق ريال مدريد لقائمة الإسبان، في مفاجأة من العيار الثقيل.. عوضًا عن ذلك استدعى أسماء من اللاعبين الشباب، سانتي كازورلا وغيرهم.

قائمة لم تكن مرضية للإسبان، أراجونيس سيرحل، اعتقد البعض أن مشاركة إسبانيا في تلك البطولة ستكون بلا هدف، فالاستعداد والتركيز سيكون لمرحلة ما بعد أراجونيس.

قائمة الإسبان في يورو 2008 ضمت كلا من:

أوقعت قرعة البطولة، المنتخب الإسباني في المجموعة الرابعة رفقة منتخبات روسيا والسويد واليونان حاملة اللقب.

المنتخب الإسباني بدأ مشواره بقوة، برباعية في شباك روسيا، ثلاثية منها من نصيب فيا.. كسب أراجونيس رهانه على مهاجم فالنسيا منذ المباراة الأولى.

المباراة الثانية، انتصر فيها الإسبان على السويد بثنائية فيا وتوريس، ليضمنوا التأهل لربع النهائي، ثم الانتصار في مباراة تحصيل حاصل على اليونان في الجولة الأخيرة.. 9 نقاط من دور المجموعات، 8 أهداف وأداء مثالي من كتيبة أراجونيس.

خط الوسط لـ إسبانيا كان علامة فارقة في مسيرتهم سواء في يورو 2008، كأس العالم 2010 ويورو 2012، ثنائية تشافي وإنيستا كانت خارقة، إضافة لـ فابريجاس ومعهم سيينا في تلك البطولة، إضافة لخط دفاع قوي من راموس في اليمين مرورًا بـ بويول وماركينا، وصولًا لـ كابادفيلا، وخط هجومي رهيب بثنائية توريس وفيا.

المنتخب الإسباني ضرب موعدًا مع منتخب إيطاليا في دور ربع النهائي.. مواجهة أمام وصيف العالم 2006، مباراة لن تكون سهلة بكل تأكيد لـ " اللاروخا".

المباراة انتهت بالتعادل السلبي، ليتجه الفريقان لضربات الترجيح، وكان كاسياس حاضرًا بقوة، ليقود فريقه لنصف النهائي، ومواجهة الروس مرة أخرى.

منتخب روسيا قدم بطولة ممتازة باستثناء مباراة الافتتاح أمام إسبانيا، وكذلك مباراة نصف النهائي أمام ذات المنتخب.. ذلك ليس عائدًا لمستواهم، بل عاد لقوة المنتخب الإسباني.. ثلاثة أهداف أخرى في مرمى الدب الروسي، قادتهم لنهائي اليورو

مواجهة مرتقبة للإسبان أمام منتخب ألمانيا، منافس قوي وحقيقي، منتخب ممزوج بعناصر الخبرة والشباب، لكن الحقيقة أن منتخب إسبانيا كسر غرور الألمان في تلك المباراة، فهو كان المسيطر والأفضل منذ بداية المباراة حتى نهايتها، القائم تعاطف أكثر من مرة مع ألمانيا، لكن فرناندو توريس لم يكن رحيمًا بهم بتسجيله هدف البطولة في الدقيقة 33.. هدف منح بلاده لقب اليورو للمرة الثانية في تاريخهم.. هدف كان مفتاحًا لبدء مسيرة من اكتساح كل الخصوم في كل البطولات لـ 4 أعوام مقبلة.

تُوج منتخب إسبانيا بكأس العالم 2010 للمرة الأولى في تاريخهم.. تشكيلة قوية بقيادة المدرب الجديد، المخضرم والخبير ديل بوسكي.. قائمة أضيف عليها جيرارد بيكيه، سيرجيو بوسيكيتس، بيدرو وهم من ساهموا في فرض سيطرة البارسا على الكرة العالمية تلك الفترة، رفقة تشافي وإنييستا وبويول تحت قيادة بيب جوارديولا.

وفي يورو 2012، أضيف عنصر جديد مؤثر وهو جوردي ألبا، إضافة لبعض العناصر الأخرى مثل: خوان ماتا - خيسوس نافاس - خافي مارتينيز وغيرهم.

أوقعت قرعة اليورو منتخب إسبانيا رفقة إيطاليا وكرواتيا وجمهورية إيرلندا.. الافتتاح كان بتعادل مع منتخب إيطاليا والذي بدا عنيدًا للغاية عكس ظهوره المخيب في مونديال 2012.. تعادل فتح الباب أمام الوحش الإسباني لاكتساح كافة الخصوم بعد ذلك.

رباعية في شباك إيرلندا، ثم انتصار على كرواتيا، ليتأهل " لاروخا" متصدرين للمجموعة، بـ 6 أهداف وهدف وحيد في مرماهم.

وفي دور ربع النهائي، كان منتخب إسبانيا على موعد مع مباراة قوية أمام منتخب فرنسا، لكن تشابي ألونسو حسم اللقاء بهدفين، ليعبر بمنتخب بلاده لنصف النهائي ومواجهة خصم قوي آخر وهو منتخب البرتغال.

المباراة انتهت بالتعادل السلبي، لتحسم ضربات الترجيح التأهل لـ منتخب إسبانيا، ليضربوا موعدًا مع منتخب إيطاليا الذي سجل في مرماهم الهدف الوحيد في البطولة، وكان خصمًا للإسبان بتعادله معهم.. باختصار مباراة بين أفضل فريقين في البطولة.

منتخب إسبانيا عاقب إيطاليا بشدة على التعادل في المباراة الافتتاحية، رباعية قاسية عن طريق ديفيد سيفا، ألبا والبديلين توريس وماتا، ليُتوج الإسبان باليورو للمرة الثالثة في تاريخهم والثانية تواليًا.. أول منتخب يحقق ذلك الإنجاز أول منتخب يفوز بـ 3 بطولات كبرى متتالية، منصبين نفسهم على عرش الكرة العالمية، فهم كانوا أفضل جيل وأقوى منتخب في تاريخ الساحرة المستديرة.