صاحب العاشرة وحامي ريال مدريد.. وداعًا سيرجيو راموس!
أعلن نادي ريال مدريد الإسباني، اليوم الأربعاء، رحيل سيرجيو راموس جارسيا عن الفريق بشكل رسمي، بعد رحلة استمرت لمدة 16 عامًا في صفوف الفريق.
واحد من أفضل مدافعي كرة القدم على مر التاريخ، صاحب الروح الحماسية والقتالية الكبيرة، من أعاد الأمل لريال مدريد للفوز بالبطولة العاشرة الغالية في دوري أبطال أوروبا.. انتهت رحلته تاركًا حزنًا عميقًا في قلوب كل من يشجع هذا النادي.
البداية
تعاقد نادي ريال مدريد في صيف عام 2005، مع شاب يبلغ من العمر 19 عامًا، يلعب في مركز الظهير الأيمن مقابل 27 مليون يورو، قادمًا من نادي إشبيلية.. لسان حال المشجعين من ذاك الشاب ، لماذا نتعاقد معه بهذا المبلغ الكبير، لكنهم لم يعرفوا أنه سيكون واحدًا من الأفضل في تاريخ النادي الإسباني، وصاحب اللحظة الأعظم منذ انشاء النادي.
كما ذكرنا كان راموس ظهيرًا أيمنًا في البداية، لم يكن الأفضل في ذلك المكان على الأقل في الناحية الهجومية فيما يخص مهام ذلك المركز، لكنه كان لاعبًا أساسيًا مع منتخب إسبانيا وريال مدريد، لكن كيف جاء تغيير مركزه لقلب الدفاع؟
تغيير المركز
في فترة تدريب البرتغالي جوزيه مورينيو للنادي الملكي، أصيب مواطنه ريكاردو كارفايو قلب الدفاع، لم يكن أمام مورينيو وقتها سوى الدفع براموس بدلًا منه، وأن يلعب بألفارو أربيلوا في مركز الظهير الأيمن، ظهر راموس بأداء كبير ولم يتلقى ريال مدريد أي أهداف في 5 مباريات متتالية، كان راموس يلعب في بعض الأوقات في مركز قلب الدفاع لكن منذ ذلك الوقت، ثبت أقدامه في هذا المركز، ليكون من أفضل اللاعبين فيه على مر التاريخ.
لا خلاف على أن مسيرة راموس رائعة، وحتى على الصعيد الدولي، فهو توج مع اللاروخا بكأس الأمم الأوروبية 2008، 2012، وكأس العالم 2010، اقترب من اقتناص لقب عميد لاعبي العالم من الصقر أحمد حسن، وتم تسميته كواحد من قادة النادي الملكي في موسم 2009-2010 ، لكن فقط كان يعيبه تهوره وتدخلاته العنيفة، والتي كلفت ريال مدريد الكثير، وجعلت راموس من ضمن الأعنف على مر التاريخ بالنسبة للساحرة المستديرة، لكن هذا لا يهم، فهو صاحب اللحظة الأعظم في تاريخ النادي.
أعظم ما في مسيرة راموس
حمل راموس شارة قيادة الفريق الملكي في بداية شهر مارس من عام 2013، بعد إصابة إيكر كاسياس، لم يتخل راموس عن شارة القيادة في ظل تهميش دور الحارس الإسباني من قبل مدربي اللوس بلانكوس في ذلك الوقت، لكن مع أنشيلوتي عادت الشارة مرة أخرى لكاسياس
كان الشغل الشاغل لفلورنتينو بيريز رئيس النادي والمشجعين هو الحصول على دوري أبطال أوروبا، النجمة العاشرة الغائبة منذ أكثر من 10 سنوات، لذا استعان بالإيطالي كارلو أنشيلوتي على دفة قيادة الملكي، وصل بالفعل لنصف نهائي البطولة، لكنهم اصطدموا ببايرن ميونخ حامل اللقب، وفي مباراة الذهاب على السانتياجو برنابيو، فاز الميرنجي بهدف نظيف فقط، لتزداد التوقعات بإمكانية إطاحة بايرن ميونخ لريال مدريد للمرة الثانية في 3 أعوام من نفس الدور.
حل ريال مدريد ضيفًا على بايرن ميونخ في الأليانز أرينا المرعب، لكن الشيء المرعب الوحيد في تلك المباراة كان لاعبو ريال مدريد وعلى رأسهم سيرجيو راموس والذين حسموا اللقاء برباعية نظيفة، أحرزها كل من راموس وكريستيانو رونالدو بهدفين لكل منهما، في مباراة تاريخية لكل منهما وللاعبي الريال ككل، راموس سجل هدفين وخرج بفريقه بشباك عذراء في مباراتي الذهاب والإياب، في أقوى انتقام من قائد الفريق الملكي ليصل بفريقه للنهائي أمام جارهم في العاصمة، والمتفوق عليه في الدوري ذاك الموسم أتليتكو مدريد.
المباراة أقيمت في ستاديو دا لوز بالبرتغال في الرابع والعشرين من شهر مايو، دخل الفريقان بحماس مرتفع، ولكن من خطأ فادح من إيكر كاسياس أحرز دييجو جودين هدف التقدم للأتلتي في الدقيقة 36.
حاول بعدها لاعبو ريال مدريد العودة في النتيجة، لكن كل هجماتهم كانت تقف عند حد تيبو كورتوا حارس الأتلتي، لكنهم لم يفقدوا الأمل، برغم صعوبة تحقيق التعادل مع أتليتكو الدفاعي، كما قال حفيظ دراجي، معلق المباراة: "لن تتمكنوا من تسجيل هدف التعادل، لن تطيحوا بالأتليتكو، لن يفرط الأتليتكو إلا إذا حدثت معجزة"، فكان رد سيرجيو راموس بأن المعجزة قد حدثت بتسجيله هدف التعادل في الدقيقة 92:48 ثانية، لحظة كأن العالم توقف فيها قبل إطلاق الحكم لصافرة النهاية، ليتوجه الفريقان للأشواط الإضافية.
هبط أداء لاعبو أتليتكو مدريد، ليستغل لاعبو الريال هذا الأمر، ويسجلوا 3 أهداف عن طريق بيل، مارسيلو، رونالدو، لتتحقق المعجزة وتتحقق العاشرة في اللحظة الأفضل في حياة جماهير الريال ولاعبيه، والتي كان بطلها سيرجيو راموس جارسيا
راموس كان حاضرًا أيضًا في الحادية عشر، بتسجيله هدف فريقه الوحيد أمام أتلتيكو مدريد بالتخصص في النهائي، ليتجه الفريقان لضربات الترجيح، والتي حسمها رفاق رونالدو، حاصدين دوري أبطال أوروبا للمرة الحادية عشرة.
راموس الحاسم
راموس كان عنصرًا فارقًا في تاريخ ريال مدريد، ربما كريستيانو رونالدو هو الأعظم بالنسبة للنادي، لكن راموس هو أكثر اللاعبين مساهمة في ما وصل له الفريق وحققه هذا القرن وهي حقيقة لا خلاف فيها.. كان مشاركًا في حسم دوري 2008 بتمريرته الرائعة في الدقائق الأخيرة لزميله هيجواين، والذي أوضع الكرة في شباك أوساسونا، ليحسم الفريق لقب الدوري، وفي نفس العام سجل هدفًا لفريقه في شباك فالنسيا في كأس السوبر الإسباني، ليساعد فريقه في التتويج به في النهاية.
تأثير راموس لا يتوقف، بطولة العاشرة في دوري الأبطال تكفي.. أيضًا في بطولة كأس السوبر الأوروبي أمام إشبيلية، كان الفريق الأندلسي في طريقه للتتويج باللقب، لكن راموس أبى ألا يساعد فريقه، واستطاع تسجيل هدف التعادل في الدقيق 93، ليقودها للوقت الإضافي، ومن ثم تتويجه بالبطولة في الأخير.
راموس من أفضل المدافعين، لكن أهدافه كانت حاسمة بقدر أهداف مهاجمي اللوس بلانكوس، ففي موسم 2016-2017 في الدوري، هدف التعادل القاتل أمام برشلونة في الكامب نو، هدفي الفوز على ديبورتيفو لاكورونيا وريال بيتيس، كانت السبب الرئيسي في تتويج ريال مدريد بالليجا الإسبانية، في أفضل مواسم الفريق على الإطلاق بفضل قائده راموس.
راموس كان مساهمًا في فوز الفريق بدوري أبطال أوروبا 2017 و 2018 أيضًا، كان مساهمًا بأهدافه الحاسمة وصلادته الدفاعية، كان مساهمًا بروحه القتالية الكبيرة ، أما في الموسم الماضي، فسجل بمفرده 11 هدفًا، قادت الفريق للتتويج بالليجا.
راموس كان الأفضل في فريقه وسيظل الأوفى وإن رحل عنه ، سيظل مدافعًا عن ألوان الملكي خارج النادي، لكنه كان سببًا في حزنهم برحيله، فهو القائد وصاحب العاشرة وأكثر من تعلق به جمهور الريال.