بمساعدة الأولمبياد وثنائية ربيع ياسين.. كيف تطور أداء بيراميدز مع تاكيس جونياس؟
يبدو أننا اقتربنا
من مشاهدة نسخة رائعة ومثالية لفريق الكرة بنادي بيراميدز وتحت قيادة فنية للمدرب اليوناني
تاكيس جونياس.
فبالرغم من البداية
المتواضعة التي قدمها الفريق السماوي تحت قيادة جونياس والإخفاق في 7 مباريات كاملة
بـ6 تعادلات متتالية و هزيمة أمام المصري البورسعيدي، إلا أن الفريق استفاق بحصد العلامة
الكاملة في آخر 4 مباريات بمسابقة الدوري الممتاز، وبنتائج كبيرة جدًا أمام كل من مصر
المقاصة وغزل المحلة.
بيراميدز بوصوله
إلى النقطة 55، تمكن من إنهاء مسابقة الدوري المصري الممتاز، ثالثًا في جدول الترتيب،
بعدما تركه الأرجنتيني أروابارينا مدرب الفريق السابق، بنتائج وأداء متذبذبين في وسط
الجدول.
جونياس قاد بيراميدز
خلال 12 لقاء، فاز بـ 5 منها، وتعادل في 6 لقاءات، وسقط أمام المصري البورسعيدي بهدف
دون رد.
قد تكون هذه النتائج
مقارنة بعدد المباريات التي أدار بها فريق من المفترض أنه ضمن المرشحين للتتويج بالألقاب،
ليست جيدة، ولكن لابد من الوضع في الاعتبار، موقف الفريق عندما تولى جونياس تدريبه،
بالإضافة إلى الأزمات الداخلية التي تضرب الفريق كمغامرات المهدي سليمان والإدارة،
وقوة بعض اللاعبين في الفريق أمثال عبد الله السعيد و رمضان صبحي وأحمد فتحي.
"الأولمبياد كلمة السر".. كيف خدمت الظروف جونياس لتعديل الأوضاع؟
10 أيام راحة لفريق
بيراميدز بدأت في 16 يوليو وانتهت 26 من نفس الشهر، فترة تواجد المنتخب الأولمبي في
أولمبياد طوكيو، كانت كفيلة لالتقاط تاكيس جونياس أنفاسه ومحاولة تحفيظ لاعبيه طريقة
اللعب التي يفضلها وطبقها مع وادي دجلة في الموسم قبل الماضي.
الفترة لم تكن
كافية حتي يتمكن جونياس من توضيح كل شيء للاعبيه، فحدثت الإخفاقات بـ3 تعادلات في الدوري،
وسقوط أمام المصري، قبل أن يستعيد الفريق بريقه أمام الجونة، في أول تحرير لهجوم بيراميدز
من عوامل البطء والفردية واستبدالها بتسخير الكرة لخدمة الفريق واللعب من أجل تمريرة
الكرة.
ثنائية إبراهيم عادل ومحمود صابر
نجح تاكيس جونياس
في الاستفادة من ثنائية إبراهيم عادل نجم الفريق وكذلك محمود صابر المُعار من نجوم
المستقبل، والتي شكلها ربيع ياسين منذ عامين مع منتخب مصر للشباب في البطولة العربية،
والتي حرمنا تفشي كورونا بمنتخب الفراعنة للشباب قبل بطولة شمال إفريقيا بالجزائر،
من مشاهدة هذه الثنائية القوية بقميص منتخبنا الوطني.
إبراهيم عادل في
الموسم الحالي كان له النصيب الأكبر من المشاركة، مقارنة بـ"صابر"، حيث شارك
"عادل" في 26 لقاء، بعدد دقائق 1535 دقيقة، سجل 14 هدفا، وصنع 2 لزملائه في الفريق.
الجوهرة الثانية
هو محمود صابر، الذي شارك مع بيراميدز في الموسم الجاري خلال 7 لقاءات، بعدد دقائق
441 دقيقة، سجل خلالها هدفين، وصنع 5 لزملائه.
لامركزية الخط الأمامي بتواجد إبراهيم حسن وإسلام عيسي
تواجد إسلام عيسي
المتحرك رفقة إبراهيم حسن صاحب المواصفات المهارية والرؤية الفنية في تدوير الكرة،
وبتواجد الثنائي الشاب "عادل وصابر" تمنح بيراميدز قدرة هائلة على
"هلهلة" الفرق التي تواجههم بسبب كثرة التحركات واللامركزية في أداء هذا
الرباعي، ويجدان الدعم من عبد الله السعيد "صانع الألعاب"، الذي يمنح تواجده
في الملعب، نبيل عماد دونجا أدوارا دفاعية إضافية، مع ثنائي القلب المدافع.
إبراهيم حسن شارك
مع بيراميدز في 18 لقاء هذا الموسم، بعدد دقائق 592 دقيقة أغلبها مع جونياس بالطبع،
وسجل هدفا وصنع 4 لزملائه، إسلام عيسى هو الآخر، شارك في الموسم الجاري خلال 39 لقاء،
سجل 9 أهداف وصنع 3.
التخلص من بعض الأعمار المرتفعة بالتشكيل الأساسي
اكتفى بيراميدز
في آخر 4 مباريات والتي فاز بها خلال التشكيل الأساسي، بتواجد ثنائي فقط من اللاعبين
الذين تعدت أعمارهم الثلاثين عامًا، وانحصرت خيارات تاكيس جونياس بين كل من علي جبر
وعبد الله السعيد وأحمد فتحي، وهو عدد كاف جدًا بين الـ 11 لاعبا المتواجدين داخل الملعب،
بما لا يؤثر على بقية اللاعبين وإجبارهم على بذل مزيد من الجهد من أجل تعويض ما يعجز
أصحاب الأعمار المرتفعة في تقديمه داخل البساط.
فنسبة استحواذ
بيراميدز على الكرة في مباراتي المقاصة والتي انتهت بخماسية نظيفة للسماوي، وغزل المحلة،
التي حسمها أبناء جونياس بسداسية، وصلت لـ70% عن كل مباراة، وهذا دليل على بدأ تطبيق
سياسة الاستحواذ على الكرة، وسرعة استردادها في حالة فقدانها، بالإضافة إلى فاعلية
هجومية ملحوظة من عدد الأهداف الذي سجلها الفريق خلال المباراتين والتي وصلت إلى
11 هدفا، وهذه السياسة تحتاج إلى أعمار سنية منخفضة لتطبيقها على مدار الـ90 دقيقة
بنفس القوة البدنية.
بيراميدز يمتلك
العديد من اللاعبين الذين تعدت أعمارهم الـ30 عامًا، وآخرين اقتربوا من هذا الرقم،
باستثناء حراس المرمى، وتأتي أسمائهم كالتالي:-
دودو الجباس
(33 سنة)، محمد فاروق (31 سنة)، إبراهيم حسن (31 سنة)، عبد الله السعيد (36 سنة)، أحمد
فتحي (36 سنة)، علي جبر ( 32 سنة)، أحمد توفيق (29 سنة)، عمر جابر (29 سنة)، جون أنتوي
(29 سنة)، أحمد سامي (29 سنة).
كلها عوامل تجمعت
سويًا، وأبرزت بيراميدز بشكل مخيف تهديفيًا في آخر مبارياته بالدوري، وتلاقت مع سياسة
كرة القدم المتطورة التي يتيميز بها المدرب اليوناني.