محمد صلاح وبنزيما وخلافهما.. موسم الإنصاف لمظاليم كرة القدم
حلت فترة التوقف الدولية فيما يخص مختلف منافسات الأندية في دول العالم، وهو " أسبوع الفيفا" الثاني منذ انطلاق الموسم 2021-2022.
موسم 2021-2022 كان شاهدًا على قدر من الإثارة في بدايته، والتوقعات تزداد بخصوص هذا الموسم، وهو أمر كان متوقعًا، بسبب الميركاتو الصيفي الناري، والذي أسفر عن صفقات كبرى وتاريخية.
وكما كانت بداية ذلك الموسم مثيرة، ظهر عدد من اللاعبين بمستويات مبهرة.. مستويات ستمنحهم قليلًا من الإنصاف لما قدموه طيلة مسيرتهم الكروية، والتي ربما لم ينالوا فيها ما يستحقوه من التقدير لمجهوداتهم وأدائهم.
هو موسم الإنصاف لمظاليم كرة القدم إن جاز لنا التعبير، فالآن، إذا قيل أن محمد صلاح، جناح فريق ليفربول الإنجليزي، هو أفضل لاعب في العالم في وقتنا الحالي، لن يعترض أحد، فالجميع متفق على تلك المقولة، لما يقدمه " ابن النيل" من مستويات مبهرة منذ بداية الموسم، كذلك الأمر لـ كريم بنزيما مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني، وهو الأمر الذي استدعى شبكة "ESPN" في طرح سؤال عبر حسابها على موقع " تويتر":" من ستختار بين هذين المستوين لـ صلاح وبنزيما؟" مع سرد أرقامهما هذا الموسم.
محمد صلاح، ابن مدينة " نجريج"، والذي أبدع في بازل السويسري، ومنه لـ تشيلسي الإنجليزي، حيث لم يأخذ فرصته الكافية تحت قيادة جوزيه مورينيو مدرب الفريق آنذاك، حيث كانت تلك المرة هي الأولى التي لم يلق فيها " مو" الإنصاف.
ولكن لأن محمد صلاح هو أحد أفضل لاعبي الكرة في ذلك العصر، ظهر بمستويات باهرة مع فيورنتينا وروما الإيطاليين، لينتقل لـ ليفربول الإنجليزي عام 2017، ومن ثم التاريخ سيحكي عما فعله الفرعون المصري في أكثر من 4 مواسم حتى الآن مع " الريدز".
صلاح قدم واحدًا من أفضل المواسم الفردية للاعب كرة قدم، وكان ذلك في الموسم الأول له مع ليفربول.. هداف الدوري الإنجليزي بأرقام قياسية، 10 أهداف في دوري أبطال أوروبا ليقود فريقه إلى النهائي، ولولا تلك الإصابة اللعينة التي تسبب فيها سيرجيو راموس، لربما كنا رأينا "مو" يحمل مع فريقه تلك البطولة.
صلاح أيضًا ساهم في تأهل منتخب مصر لكأس العالم، للمرة الأولى منذ 28 عامًا، لكنه لم يلق الإنصاف، ولم يُتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم عن ذلك الموسم، رغم أنه كان الأفضل بلا منازع، لكنه لم يحقق بطولات في ذلك العام.
في الموسم الذي تلاه، أخذ المشككون يرددون مقولة كريهة وهي:" صلاح رجل الموسم الواحد"، وكان هذا لأن صلاح لم يُحقق نفس الأرقام الذي حققها في موسمه الأول.. الأرقام التي لم يحققها سواه في تاريخ البريميرليج، ومع ذلك، حصد صلاح جائزة هداف الدوري الإنجليزي مرة أخرى بالتقاسم مع ساديو ماني وأوباميانج، كما أنه توج مجهوداته بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، بل أنه سجل هدفًا في المباراة النهائية، لكن الإشادة لم تذهب له، ولم يتم إنصاف " مو".
أما في موسم 2019-2020، فقاد صلاح فريقه لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ 30 عامًا، ومرة أخرى لم يتم إنصافه.
موسمًا بعد الآخر، لم يتم إنصاف محمد صلاح، لكنه في الموسم الحالي، طفح به الكيل، وقرر معاقبة الجميع بأفضل انطلاقة له في موسم.. 9 مباريات بـ 9 أهداف، إضافة إلى صناعته 3 أهداف أخرى، وكانت أفضل لحظاته مساء يوم الأحد، بهدفه الخرافي في شباك مانشستر سيتي.. وكل هذا التألق جاء بالتزامن مع عودة البرتغالي كريستيانو رونالدو للدوري الإنجليزي، فـ " الملك المصري" يبدو أنه أراد أن يوجه رسالة للجميع مفادها أنه أفضل لاعب في العالم، في ظل وجود أحد أفضل لاعبي العالم معه في منافسة واحدة، وأنه سيتفوق عليه.
الأمر لا يقتصر على محمد صلاح، فهناك مظلوم آخر حصل على الإنصاف أخيرًا مع بداية هذا الموسم، ألا وهو الفرنسي كريم بنزيما، مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني.
بنزيما الذي يمكننا أن نقول بأنه كان يخدم كريستيانو رونالدو طيلة فترة تواجد ذلك الأخير في ريال مدريد، أخيرًا أصبح النجم الأول في الفريق منذ رحيله، وأصبحت مهمته تسجيل الأهداف وتحقيق الانتصارات لفريقه.. وحده كان المؤثر في نتائج " الميرنجي" منذ رحيل " الدون".
بنزيما قدم مواسم مميزة منذ رحيل رونالدو، لكن هذا الموسم، وبعد رحيل سيرجيو راموس، حيث أصبح بنزيما القائد والنجم الأول بلا منازع، ومع لعب الفريق بشكل هجومي أكبر مع عودة الإيطالي كارلو أنشيلوتي لتولي المهمة الفنية، رأينا النسخة الأفضل لـ "الحكومة" كما يطلق عليه المشجعون.. 10 أهداف في 10 مباريات، إضافة لصناعته 7 أهداف، أرقام لم يحققها أي لاعب حتى الآن في مختلف الدوريات، وأرقام لم يحققها سوى كريستيانو رونالدو في موسم وحيد فقط في مسيرته مع ريال مدريد.. أصبح " أبو إبراهيم" المهاجم الأفضل في أوروبا أخيرًا، وأكثر من يسجل أهدافًا، وصار الناس يرشحونه للفوز بالبالون دور، بعد أن كان مصدرًا للسخرية بالنسبة لبعض الأفراد من الجمهور في السابق.
هل الأمر يقتصر على محمد صلاح وبنزيما؟ الحقيقة لا، فهناك ميشيل أنطونيو مهاجم وست هام، الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في البريميرليج عن شهر أغسطس، ويقدم مستويات مذهلة في عامه الحادي والثلاثين مسجلًا 5 أهداف في البريميرليج حتى الآن، أيضًا فينسيوس جونيور، الذي اعترف الجميع أخيرًا بأنه لاعب كرة قدم موهوب، بعد أن تم انتقاده في المواسم الماضية بسبب إهداره للفرص، الأمر ذاته لـ فريق برايتون، الذي قدم موسمًا ماضيًا ممتازًا، مع مدربهم جراهام بوتر، لكن الحظ لم يكن معهم، لينهوا الموسم بعد منافسة شديدة على تفادي الهبوط، لكنهم في الموسم الجاري، يقدمون مستويات رائعة ونتائج جيدة، جعلتهم ينافسون على قمة البريميرليج.
إذًا، فهو موسم لإنصاف مظاليم كرة القدم، فهل تنصف كرة القدم آخرون هذا الموسم؟