«أبناء النجوم 1» جوردي كرويف.. أغضب ديكتاتورية فرانكو وأثار إعجاب فيرجسون
من مِنا لم يحلم أن يصبح مثل أبيه؟ فهو البطل الأول، المثل الأعلى، ومقياس الحياة في عيون أطفاله، نقلت لهم جينات المهارة وحب كرة القدم بالوراثة منذ الطفولة، فاختاروا أن يسيروا على درب آبائهم، فحقنت أوردتهم بالنجومية والشهرة والعالمية أحيانًا.. بعضهم تفوق على أبيه، وبعضهم لم ينجح في الخروج من ظله ودخل عالم المستديرة وخرج منها دون أن يشعر به أحد.
سلسلة تقارير «أبناء النجوم» يستعرض فيها «الكابتن» لاعبين ورثوا حب كرة القدم من
آبائهم، وساروا على دربهم بل تفوقوا عليهم أحيانًا.
الحلقة الأولى من السلسلة نستعرض فيها مسيرة جوردي كرويف، نجل أسطورة كرة القدم
الهولندية، وواحد من عرابي التدريب في تاريخ المستديرة، يوهان كرويف، المدير الفني
السابق لأندية برشلونة ومستشار نادي آياكس أمسترادم.
جوردي كرويف، ولد في التاسع من فبراير عام 1974، قبل قرابة العام من وفاة
فرانشيسكو فرانكو، حاكم إسبانيا الديكتاتوري، الذي قاد انقلاب 1936 وأطاح
بالجمهورية الإسبانية الثانية بعد الحرب الأهلية الإسبانية، والتي انتهت في إبريل
1939، ليتولى بعدها فرانكو سلطة البلاد.
نشأته ولماذا أغضب جوردي كرويف الديكتاتور فرانكو؟
أثار يوهان كرويف، الذي عرف دائمًا بتمرده ودعمه لمطالب التحرر الكتالونية، غضب
السلطات المحلية الإسبانية بسبب تسميته على اسم القديس الراعي لكتالونيا، والتي
قادت ثورة التحرر والاستقلال، ومازالت ترفع راية الانفصال عن إسبانيا إلى اليوم،
وخرج كرويف من هذا المأزق مع الحكومة بأن ابنه ولد في أمستردام وليس في إسبانيا،
ويحمل جواز سفر هولندي، ولم يستمر ذلك الصراع طويلًا، إذ أن فرانكو توفي 20
نوفمبر 1975، قبل أن ينطق كرويف الابن أولى كلماته.
انتقل جوردي إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 1977، بعد أن نجى والده من مؤامرة اختطافه
في 1977، وفشله في استثمار أمواله ليضطر للتوقيع لفريق لوس أنجلوس جالاكسي، ثم انتقاله
لفريق ديبلومات في مدينة نيويورك، وعاد إلى إسبانيا في سن السابعة بعدما وقع والده
لفريق ليفانتي في مارس 1981 على سبيل الإعارة، ولم يستمر بها طويلًا فخرج معه إلى أمريكا
مجددًا ومنها إلى هولندا التي أنهى فيها مسيرته الكروية كلاعب كرة قدم.
بداية مسيرته
تولى يوهان كرويف، تدريب فريق برشلونة الإسباني في 1988، واستمر في تدريب الفريق
الكتالوني حتى عام 1996، والتحق جوردي بأكاديمية النادي، وتدرج حتى وصل لفريق رديف
برشلونة، ومنه إلى الفريق الأول في صيف عام 1994.
قضى جوردي كرويف، عامين ضمن صفوف الفريق الأول لبرشلونة، وأجاد اللعب في مركز وسط
الملعب المهاجم، والارتكاز، ولكنه لم يشارك سوى في 53 مباراة فقط، وسجل خلالها 11
هدفًا، وصنع واحدًا لزملائه في الفريق، وحقق مع الفريق لقب السوبر المحلي في موسم
1994-1995.
نجل الأسطورة الذي خطف أنظار أليكس فيرجسون
مع نهاية موسم 1995-1996، رحل يوهان كرويف عن تدريب فريق برشلونة، ولحق به نجله الذي
خطف أنظار السير فيرجسون، بعدما تألق رفقة المنتخب الهولندي في يورو 1996، والتي
ودعتها الطواحين في ربع النهائي أمام فرنسا، لينتقل للدوري الانجليزي في سن الـ22.
ولعب كرويف أولى مبارياته أمام نيوكاسل يونايتد في بطولة الدرع الخيرية، والتي فاز
بها اليونايتد برباعية نظيفة، ثم ظهر لأول مرة في الدوري الانجليزي أمام فريق
ويمبلدون، ثم سجل في مباراتي إيفرتون وبلاكبيرن في الجولتين الثانية والثالثة، إلى
هنا كانت مسيرة كرويف مبشرة وتنبئ بلاعب قوي قادر على منافسة إريك كانتونا، ورايان
جيجز، وديفيد بيكهام.
ولكن مسيرة كرويف لم تستمر طويلًا بسبب الإصابات، فكانت أولى ضربات الإصابة له في
نوفمبر 1996 وتوالت بعدها الإصابات، ففي 5 سنوات قضاها في أولد ترافورد لعب 56
مباراة فقط، وسجل 8 أهداف وصنع 4 لزملائه.
«عندما تنتقل إلى فريق مثل مانشستر يونايتد، عليك أن تكون ناضجًا، وأعتقد أنني كنت
أقل من هذه المرحلة بسنة واحدة فقط، تقريبًا كنت أصغر شخص يعيش في المدينة،
والحياة كانت صعبة، العشاء كان من الخامسة إلى السادسة مساءً على سبيل المثال،
الآن كل شيء تغير؛ سقطت من إصابة إلى أخرى ولم أنجح في أن أظهر أحقيتي بالمشاركة
للمدرب؛ فمثلًا عندما أصيب رايان جيجز كنت مصابًا أيضًا، وكان هذا خطأي، كمدرب
فأنت تريد أن يكون اللاعبين جاهزين حينما تحتاجهم»، جوردي كرويف لـ«بي بي سي».
وحصد جوردي كرويف 3 ألقاب للدوري الانجليزي مع مانشستر يونايتد، ولقب لكأس
الاتحاد، واثنين للدرع الخيرية.
انتقالات مجانية وختام المسيرة
رحل جوردي كرويف من فريق مانشستر يونايتد لأول مرة معارًا في يناير 1999 لفريق
سيلتافيجو، ثم عاد في نهاية الموسم، وقضى موسمًا في أولد ترافورد، قبل أن يرحل
لفريق ألافيس الإسباني.
ومع ألافيس، لعب جوردي 107 مباريات، سجل خلالها 11 هدفًا، وصنع 5 لزملائه في الفريق،
في 3 سنوات.
وانتقل بعدها لفريق إسبانيول ولعب له موسمًا واحدًا فقط، ثم انتقل لفريق فولويكرز
الهولندي، ولعب له موسمين ثم انتقل لفريق ميتالورج الأوكراني، ولعب له موسمين، ثم
قضى عامًا بدون نادٍ، حتى انتقل لفريق فاليتا في جزيرة مالطا، في صيف 2009، قبل أن
ينهي مسيرته في صيف 2010 ويعلق حذائه.
الغريب في مسيرة جوردي كرويف، أنه لم ينتقل من فريق لآخر بمقابل مادي سوى في صفقة
رحيله إلى مانشستر يونايتد من برشلونة وكان المقابل وقتها 2.5 مليون يورو، وإعارته
لسيلتا فيجو، أما باقي انتقالاته فكانت صفقات انتقال حرة بدون مقابل.
مسيرته التدريبية
بدأ جوردي كرويف مسيرته التدريبية في نادي فولويكرز الهولندي في عام 2004، وقتما
كان لاعبًا للفريق، وخاض تجربة الجمع بين اللعب والتدريب لمدة موسمين، ثم في 2009
تولى منصب المدرب المساعد بفريق فاليتا بمالطا لمدة عام واحد، ثم عمل مديرًا رياضيًا لنادي أيك
لارناسا القبرصي لمدة عامين، وبعدها انتقل للعمل في دولة الكيان الصهيوني، كمديرًا
رياضيًا لنادي مكابي تل آبيب، وظل في المنصب 5 سنوات، ثم تولى تدريب الفريق
مؤقتًا، وتم تعيينه مديرًا فنيًا له في موسم 2017-2018، وانتقل للعمل في فريق شونجكينج
ليفان الصيني لمدة ستة أشهر، ثم خاض تجربة تدريب المنتخبات مع منتخب الإكوادور
لمدة ستة أشهر بين يناير ويوليو 2020؛ ولكنه لم يكملها، وانتقل لتدريب فريق
شينزهين الصيني في سبتمبر 2020 وعمل به قرابة العام.
ويتولى كرويف حاليًا منصب مستشار الإدارة في نادي برشلونة الإسباني، ورشح اسمه من
قبل بعض التقارير الصحفية في الأشهر الماضية لخلافة رونالد كومان، في تدريب الفريق
الكتالوني.