الزمن لا يعود للخلف.. أخطاء وحلول لأداء كيروش مع المنتخب المصري
بجهازين فنيين،
وأداء متوسط؛ المنتخب المصري نجح في التأهل للمرحلة النهائية لتصفيات كأس العالم،
قطر 2022، قبل جولة من نهاية مرحلة المجموعات، بتصدره مجموعته.
المنتخب المصري جمع 11 نقطة حتى الآن من 5 مباريات، بواقع 3 انتصارات، وتعادلين؛
بلا هزيمة حتى الآن، ويتبقى له مباراة الجولة الأخيرة ضد الجابون.
ولكن أداء الفراعنة لم يسلم من سهام الانتقادات منذ بداية التصفيات، وحتى في
تصفيات التأهل لأمم إفريقيا، تارة أطلقت السهام على حسام البدري، وأسلوب لعبه،
وتارة أخرى لاختيارات كارلوس كيروش،
للقائمة.
ماهي الأخطاء التي وقع فيها كيروش؟ ولماذا تسبب عبد الله السعيد تحديدًا في ضعف أداء المنتخب؟ وكيف يمكن تجنب المشاكل التي ظهرت في أداء الفراعنة في المباريات المقبلة؟ أسئلة يجيب عنها «الكابتن» في تحليله الآتي، وتذكرة لعلها تنفع.
عبد الله السعيد.. الزمن لا يعود للخلف
لا أحد ينكر أن عبد الله السعيد هو واحد من أفضل صناع اللعب في الكرة المصرية
بالسنوات العشرة الأخيرة، إن لم يكن أفضلهم.
ولكن عبد الله بات نقطة ضعف واضحة في المنتخب الوطني خلال المباريات الأخيرة التي
لعبها، والسبب هو كيروش نفسه، الرجل الذي اختاره.
بالنظر للمباراة الأخيرة، اعتمد كارلوس كيروش على طريقة لعب الـ«4-3-3»، ووضع
السعيد في مركز رأس مثلث وسط الملعب، بجانب أدواره في صناعة اللعب، ووضع من خلفه
محمد النني وعمرو السولية.
الشوط الأول من المباراة على وجه التحديد، انتهك لاعبو المنتخب الأنجولي المساحات
الموجودة بين وسط ملعب وهجوم المنتخب الوطني، واستطاعوا تناقل التمريرات فيها، دون
التعرض للضغط من أي لاعب، بالإضافة إلى إهدار المنتخب الوطني للعديد من التمريرات بين
وسط الملعب والدفاع، وذلك لضعف القدرات البدنية للسعيد.
صانع الألعاب ليس دوره تسلم الكرة وإرسالها في المساحة المناسبة للمهاجم فقط، ولكن
أثناء تعرض فريقه للضغط في منطقة وسط الملعب، يخلق مساحة لزميله المستحوذ على
الكرة من أجل تسلمها، وفك الضغط، والخروج بفريقه من الحالة الدفاعية للهجومية،
وهذا مافشل فيه السعيد في مبارياته الأخيرة مع المنتخب الوطني، فأظهر ضعف للمنتخب
الوطني في التحول من الدفاع للهجوم.
الدفع بمحمد مجدي أفشة، لاعب الأهلي، هو أول خطوات الطريق الصحيح للمنتخب المصري،
خاصة بعد المستوى المميز، الذي قدمه صانع ألعاب الأهلي، في الفترة الأخيرة خاصة في
التحولات التي اعتمد عليها بيتسو موسيماني، المدير الفني للأهلي منذ بداية الموسم.
موسيماني اعتمد في المباريات الماضية للأهلي على أفشة، كجناح ظاهريًا، ولكن تطبيقيًا،
فهو يمثل نصف من كل مركز، نصف جناح وآخر صانع ألعاب، فيخرج على جانب الملعب للحصول
على الكرة وسحب ظهير الخصم معه لإحداث ثغرة لظهير فريقه المنطلق على الخط، والدخول
إلى قلب الملعب لتسلم الكرة وفك الضغط عن فريقه، وكذلك نقل الفريق بأكمله من
الدفاع للهجوم، وكذلك تنويع الحلول الهجومية سواء عن طريق تقدمه ناحية منطقة جزاء
الخصم والتسديد، أو منح أحد زملائه تمريرة خلف الدفاعات.
بجانب مستويات أفشة البدنية المميزة، والتي بلاشك أفضل من النسخة الحالية للسعيد، فهو
يملك القدرة على ربط خطي الوسط والهجوم ببعضهما، وكذلك نقل الفريق بسرعة من الحالة
الدفاعية للهجومية، وقدرته على التعامل مع الكرة تحت الضغط بشكل مميز.
محمد شريف.. أن تحصل على سلاح بدون ذخيرة
تشكيل المنتخب المصري في المباراة الماضية، ضد منتخب أنجولا، تعرض للعديد من
الانتقادات، خاصة في مسألة الدفع بمحمد شريف، مهاجم الأهلي، في مركز الجناح
الأيسر.
شريف بدأ مسيرته في مركز الجناح الأيسر، وتفوق فيه، ولكن انفجار موهبته كان في
مركز المهاجم الصريح، بداية من إنبي ثم حصده جائزة هداف الدوري مع النادي الأهلي.
وظهر شريف في المباراة الماضية بأداء جيد، ونجح في خلق جبهة جيدة مع أحمد فتوح،
الظهير الأيسر ولكن هذا لم يشفع لكيروش بأي شيء، بسبب ضعف أداء مصطفى محمد، مهاجم
المنتخب، والذ لم يشكل أي خطورة طوال الشوط الأول، ومن بعده مروان حمدي، الذي شارك
بديلًا له.
أحمد السيد زيزو، أحمد رفعت، حسين الشحات، 3 أسماء من العناصر المميزة في الدوري
المصري بمركز الجناح، وثلاثتهم لم يستدعيهم كيروش للمعسكر الحالي، رغم إصابة عمر
مرموش، والذي نجح في إقناع المدير الفني بإمكانياته، وفضل البرتغالي قتل إمكانيات
شريف وبعده أحمد ياسر ريان في مركز الجناح الأيسر.
كذلك لم يقدم شريف الأداء المطلوب منه دفاعيًا، ومع انطلاقات أحمد فتوح، والزيادة
العددية التي خلقها لاعبو أنجولا ضده لم ينجح في صد هجماتهم، وهنا كان من الأولى
منذ البداية، استخدام جناح صريح في هذا المركز لتقديم المساندة الدفاعية،
والاستفادة من إمكانيات محمد شريف في مركز المهاجم، أو إذا فضل كيروش الدفع بمصطفى
محمد، إجلاس شريف بديلًا له، وإشراكه في الشوط الثاني لتنويع أسلوب اللعب،
واستغلال حالة التفاهم بينه وبين محمد مجدي أفشة، صانع ألعاب الأهلي، والتي ظهرت
منذ الموسم الماضي على أداء الأحمر.
محمد صلاح..
إنهاك أفضل لاعب في العالم
كيروش أنهك محمد صلاح كثيرًا في المباريات الماضية، بإجباره على اللعب كجناح صريح،
وتقديمه كطعم لتدخلات الخصوم العنيفة، وكذلك وضعه طوال المباريات في مواقف زيادة
عددية للمدافعين، ليطالب بالخروج من بينهم بالكرة وتسجيل الهدف.
محمد صلاح، تطور أدائه في الفترة الأخيرة مع ليفربول، خاصة عندما بدأ يورجن كلوب،
المدير الفني للريدز، في الاعتماد عليه في إنهاء الهجمات، مستغلًا سرعاته في
الانطلاق خلف الدفاعات، وتسديداته القوية وقدرته على المراوغة في المساحات الضيقة.
هكذا نستفيد من
«4-3-3»
إذا كان كيروش مقتنعًا بخطة الـ«4-3-3» فلماذا لا يعمل على التحولات؟ بمعنى وضع
عمرو السولية، أو محمد النني في وسط الملعب ناحية اليمين، والأخر يسارًا، ومحمد
مجدي أفشة جناحًا أيسرًا، ومصطفى محمد أو شريف في الهجوم، بجانب صلاح يمينًا.
عند امتلاك المنتخب المصري للكرة، ينزل حمدي فتحي، والذي سيكون رأس مثلث مقلوب
لوسط ملعب مصر، بين قلبي الدفاع، ليحرر انطلاقات الظهيرين، ويدخل محمد صلاح في عمق
الملعب كمهاجم ثانٍ، ومن خلفهم يتحرك مجدي أفشة إلى مركز صانع الألعاب، فيصبح شكل
الفريق في الملعب «3-2-1-2-2» بوجود 3 مدافعين وأمامهم السولية والنني وكلًا منهما
في جانب للملعب ليؤمن انطلاقة الظهير، ثم أفشة تحت صلاح والمهاجم – أيًا كان اسمه-
هكذا يمكن الاستفادة من وضعية صلاح كمهاجم صريح يخلق الخطورة على مرمى الخصم،
بالإضافة إلى شغل ظهيري الخصم بانطلاقات نظرائهما من المنتخب، وكذلك لاعبي الوسط
بمراقبة لاعبي وسط الفراعنة، ليصبح أفشة في مساحة بين وسط ملعب ودفاع الخصم تمكنه
من تسلم الكرة وتوزيع اللعب، و إحداث الخطورة على المرمى، كما ستحل تلك الخطة
الكثير من التعقيدات والمشاكل التي واجهت المنتخب المصري في حالته الدفاعية، خاصة
في المساحات التي تخلفها انطلاقات الظهيرين، وكذلك عملية تسليم وتسلم الكرة تحت
الضغط بوجود لاعب زائد في وسط الملعب، وهو أفشة أو صلاح أيًا منهما يتسلم الكرة
ويحرك الفريق ناحية المرمى.