كيف تفوقت المنتخبات الإفريقية على نظريتها الآسيوية في كأس العرب؟
لم تكن المباراة النهائية أمس في بطولة كأس العرب فيفا قطر 2021 التي جمعت
بين منتخبي تونس والجزائر هي الأولى من نوعها التي تجمع بين منتخبين إفريقيين، فهو
حدث يتكرر للمرة الثانية على التوالي، ففي البطولة الماضية السعودية 2012 كانت
المباراة النهائية تضم منتخبي المغرب وليبيا، وتمكن منتخب المغرب حينها من الحصول
على اللقب عقب انتصاره بضربات ترجيحية 3 – 1 بعد انتهاء المباراة بالتعادل
الإيجابي بهدف لمثله.
وفي الوقت الذي فقد فيه المنتخب الوطني المركز الثالث لأول مرة فقد حصد
منتخب قطر الميدالية البرونزية لأول مرة أيضا، فالمنتخب الوطني احرز هذه الميدالية
من قبل في بطولة الأردن 1988عقب انتصاره على صاحب الأرض بهدفين نظيفين بينما منتخب
قطر فقد خسر المركز الثالث سابقا في بطولة السعودية 1985 بعد هزيمته على يد
المنتخب المستضيف بضربات ترجيحية 1 – 3 عقب انتهاء المباراة بالتعادل السلبي.
وبالرغم من حصول منتخب قطر على الميدالية البرونزية في بطولة فيفا قطر 2021
عقب انتصاره على المنتخب الوطني بنتيجة 5 – 4 إلا إنها تظل المواجهة الوحيدة التي
جمعت بين منتخب آسيوى ومنتخب إفريقي التي انتهت بالتعادل لأنها فعليا انتهت
بالتعادل السلبي لكن ضربات تدخلت فقط لتحديد الفائز بالميدالية البرونزية.
وشهدت هذه الدورة الأفضل والأقوى على الإطلاق في كأس العرب تفوقا كاسحا من
المنتخبات الإفريقية بالرغم من إنها كانت 6 منتخبات فقط على نظريتها الآسيوية
المشاركة بـ10 منتخبات في المواجهات المباشرة إذ حدثت 14 مواجهة بينهم في البطولة،
ولم تفز المنتخبات الآسيوية سوى في 3 مواجهات منها مواجهتان في نفس المجموعة هي
المجموعة الثانية، وفي نفس الجولة هي الجولة الثانية حيث تغلب منتخب الإمارات على
منتخب موريتانيا بهدف دون رد، ومنتخب سوريا على منتخب تونس بهدفين دون مقابل، وهي
كانت من كبرى مفاجآت البطولة بينما المواجهة الثالثة، فكانت في المجموعة الرابعة
في الجولة الثالثة والأخيرة حين فاز منتخب لبنان على منتخب السودان بهدف نظيف.
على الجانب الآخر حسمت المنتخبات الإفريقية الإنتصار في 10 مباريات، ففي
المجموعة الثانية تغلب منتخب تونس على منتخب الإمارات بهدف دون رد، وهي المباراة
التي تأهل بسببها منتخب تونس إلى دور الـ8، وفاز منتخب موريتانيا على منتخب سوريا
بنتيجة 2 – 1 ليجهض أمل منتخب سوريا في تجاوز دور المجموعات.
وفي المجموعة الثالثة هزم منتخب المغرب الـ3 منتخبات الآسيوية، فلسطين بـ4
أهداف دون مقابل، والأردن برباعية نظيفة، والسعودية بهدف دون رد.
وفي المجموعة الرابعة تغلب المنتخب الوطني، ومنتخب الجزائر على منتخب لبنان
بهدف دون مقابل، وبهدفين نظيفين على الترتيب.
بينما المجموعة الأولى فقط هي المجموعة الوحيدة التي خلت من أي منتخب
إفريقي.
وفي دور ربع النهائي فاز منتخب تونس على منتخب عمان بنتيجة 2 – 1 كما هزم
المنتخب الوطني منتخب الأردن بنتيجة 3 – 1.
وفي دور قبل النهائي تغلب منتخب الجزائر على المنتخب المنظم بنتيجة 2 – 1،
وهي كانت مباراة خاصة جدا لأنهما كانت بين بطلي إفريقيا وآسيا.
بات منتخب الجزائر هو البطل السادس لكأس العرب في 10 بطولات.
إذن فرضت المنتخبات الإفريقية سيطرتها على هذه البطولة تماما، وليس أدل على
ذلك سوى أن دور الـ8 ضم 5 منتخبات إفريقية، ودور الـ4 ضم 3 منتخبات إفريقية،
والنهائي كان إفريقيا خالصا.
