إيتو يقف في وجه كبار اللعبة.. لماذا لم يكن تأجيل كأس الأمم الأفريقية ممكنًا؟
لا حديث في الوسط الرياضي الأفريقي في الأيام الأخيرة، سوى عن تأجيل محتمل لبطولة كأس الأمم الأفريقية " الكاميرون 2021" والمقرر إقامتها مطلع العام المقبل.
البداية كانت بتقرير من إذاعة راديو مونت كارلو الفرنسية، والتي أكدت لاحتمالية إلغاء البطولة، بسببب تفشي فيروس كورونا، فقامت رابطة الأندية الأوروبية بدورها بإرسال خطاب للفيفا يعبر عن مخاوفه واستنكاره لإقامة البطولة في ذلك الوقت المهم من الموسم، في ظل تفشي فيروس كورونا من خلال المتحور " أوميكرون".
تلك التقارير نفتها الكاف والسلطات الكاميرونية جملة وتفصيلًا، لكن الاتحاد الدولي كان ومازال يرغب في تأجيل البطولة، فتم عقد اجتماع للمجلس التنفيذي بالاتحاد الأفريقي يوم الأحد، وتم عرض فيه وجهة نظر الفيفا وطلبهم تأجيل البطولة، فكان الرفض هو جواب الأغلبية في المجلس.
سافر باتريس موتسيبي رئيس الكاف للكاميرون، واستقبله صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني، أمس الاثنين، ليؤكد بأن البطولة ستقام في موعدها، لكن الجميع يعلم بأنه هناك ولو نسبة ضئيلة لتأجيل البطولة.
الحقيقة أن صامويل إيتو كان هدافًا بارعًا، ويبدو أنه سيكون شخصًا بارعًا في العمل الإداري، فبدونه لتم تأجيل أو إلغاء كأس الأمم الأفريقية وهو أمر أكيد.. لم ينتصر لنفسه أو لبلده، بل انتصر لكرة القدم الأفريقية في وجه كبار الفرق الأوروبية.
بالتأكيد وقت إقامة البطولة ليس الأفضل، بل وأن ظروف فيروس كورونا لا تحبذ إقامتها أيضًا في تلك الفترة، لكن انطلاق كأس الأمم الأفريقية في موعده أمر هام ومصيري لكرة القدم الأفريقية.. لماذا؟
- تأجيل البطولة كان سيعني رضوخًا جديدًا لكرة القدم الأفريقية أمام الفيفا وكبار الأندية الأوروبية، فلا يوجد سبب مقنع لتأجيلها، فالحالة الوبائية في أفريقيا بشكل عام أفضل بكثير من الدول الأوروبية التي تعاني في الوقت الحالي من " أوميكرون".. الرضوخ لمطالب الأندية الأوروبية كان سيعني انبطاحًا سيؤثر على الكرة الأفريقية مستقبلًا، وربما كنا لنرى موقف آخر شبيه بمواعيد كأس العالم للأندية، التي تم وضعها إرضاءً لتشيلسي الإنجليزي، دون عمل حساب للنادي الأهلي وارتباط لاعبيه بكأس الأمم.
- لم يكن من الممكن إلغاء استضافة الكاميرون للبطولة، لأن الكاميرون قامت بصرف المليارات للاستعداد لذلك العرس الأفريقي، كما أن إيتو في أولى شهر له في منصب رئيس الاتحاد الكاميروني، كان سيفقد ثقة شعبه إذا رضخ للرغبة المتمثلة في تأجيل البطولة أو إلغائها
- لم يكن من الممكن تأجيل البطولة لأنه لا يمكن أن تستضيف الكاميرون البطولة في الصيف في ظل سقوط الأمطار بغزارة في ذلك الفصل، كما أنها كانت لتكون فترة مرهقة على لاعبي القارة السمراء، الذين سيبدأوا الموسم الجديد في شهر أغسطس، ثم لعب كأس العالم في شهر نوفمبر، كما أنه لم يكن منطقيًا تأجيل البطولة أيضًا لشتاء 2023، بعد نهاية كأس العالم 2022 بقطر مباشرة.