استبعد أفشة وضم السعيد.. ماذا يدخن كيروش في الجبلاية؟ «تحليل»
برأيكم ماذا يدخنون في ملعب الإمارات؟ واحد من أكثر التصريحات طرافة في تاريخ كرة القدم؛ وله قصة مثيرة للضحك.
في عام 2013، كان نادي ليفربول قد وصل لنهاية المطاف مع مهاجمه لويس سواريز، والذي
طلب الرحيل في أكثر من مناسبة، ووقتها كشف النادي عن استعداده لبيع اللاعب لأي
فريق يقدم عرض أكثر من 40 مليون جنيه استرليني، ليدخل أرسنال بعرض قيمته 40 مليون
+ جنيه استرليني واحد.
ليخرج بعدها جون هينري، مالك نادي ليفربول، ويكتب التصريح المذكور أعلاه، ساخرًا
من عرض الجانرز.
واستبعد كارلوس
كيروش، المدير الفني للمنتخب المصري، محمد مجدي أفشة، صانع ألعاب النادي الأهلي،
من قائمة المنتخب المستدعاة للمشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية، والمقرر
إقامتها في الكاميرون مطلع الشهر الجاري.
وضم كارلوس كيروش 25 لاعبًا في قائمة المنتخب الوطني، التي ستسافر للكاميرون
للمشاركة في منافسات بطولة أمم إفريقيا؛ طالع القائمة كاملة من هنا.
لماذا استبعد كيروش أفشة؟ وماهي أضرار غياب صانع ألعاب الأهلي؟ وماسيفقده كيروش بهذا
القرار؟ أسئلة نجيب عنها في التقرير الآتي.
البداية مع أسباب استبعاد أفشة من قائمة المنتخب، والتي قد تبدو إلى حد ما منطقية
إذا نظرنا للأمور من ناحية تراجع مستوى اللاعب مؤخرًا مع النادي الأهلي، ومشاركته
في أغلب المباريات مما تسبب في إجهاده، أما إذا نظرنا للأمور من وجهة النظر الفنية فأسباب غياب أفشة عن القائمة ليست واضحة حتى الآن، فهو الأفضل في مركزه، وكذلك الأكثر مرونة في الملعب.
أفشة والسعيد.. معضلة الخبرة أم الجودة؟
ملامح المنتخب المصري مع كيروش من أدائه في البطولة العربية تشير إلى رغبة المدير
الفني في اللعب بخطة الـ«4-3-3» بالاعتماد على حمدي فتحي في مركز وسط الملعب
الدفاعي، وأمامه ثنائية عمرو السولية، وأيمن أشرف أو مهند لاشين؛ في مركز وسط
الملعب المساند.
الاعتماد على هذا الشكل في وسط الملعب يحتاج لاعبين لديهم القدرة على الخروج
والانتقال من منطقة لأخرى لمنح الفريق زيادة عددية في عملية الهجوم، وكذلك تأمين انطلاقات
ظهيري الجنب، لحين عودتهم من تأدية الأدوار الهجومية، وكذلك التحرك والنزول لمنتصف
ملعب الفريق لتسلم الكرة من المدافعين ونقل الفريق من وسط ملعبه.
أما دفاعيًا، تتطلب تلك الخطة من ثنائي الوسط المساعد، العودة لتأمين الزيادة
العددية بجوار ظهيري الجنب، وكذلك المساهمة في أدوار الضغط على الخصوم وقطع
الكرات، وكذلك استحواذ الفريق على الكرة الثانية بعد ارتدادها من دفاع الخصم.
محمد مجدي أفشة هو صانع ألعاب صريح، يجيد اللعب في أدوار لاعب الوسط الهجومي، أو
مركز رقم 8 في الملعب، وهو اللاعب المسئول عن نقل الفريق للهجوم، ولكن دون أن
يتحرك على جانبي الملعب، خطورة أفشة دائمًا تأتي من تواجده في عمق الملعب،
وتحركاته بين منطقة وسط الملعب ومنطقة جزاء الخصم، وهو بشكل أوضح صانع ألعاب صريح.
أفشة هو واحد من الاختيارات المتاحة، في حالة الاعتماد على ثنائي وسط ملعب مساندين
في ثلاثية وسط ملعب؛ خاصة لقدراته المميزة في عملية تسلم واستلام الكرة، وكذلك
قدرته على صناعة اللعب والدخول لعمق الملعب من أجل خلق كثافة عددية هجومية
للمنتخب.
ولكن إذا نظرنا للمنضم على حسابه، فهو عبدالله السعيد، صاحب الـ36 عامًا، إذا كان
أفشة لن يكون قادرًا على أداء هذه الأدوار، فوجوده ضروري ولو على حساب عبدالله
السعيد، الذي لن يكون خيارًا جيدًا في تلك الخطة لافتقاره للسرعة وكذلك تراجع أدائه
البدني بسبب تقدمه في السن؛ وكذلك لغياب عبدالله عن المشاركة في هذا المركز منذ
سنوات طويلة، فليس منطقيًا أن تطالب لاعب قارب على عامه السابع والثلاثين بأدوار
دفاعية وهجومية وكذلك المشاركة في الضغط على الخصوم، سيسقط أرضًا بعد 20 دقيقة
بالكثير.
أضرار غياب أفشة وماذا يفقد المنتخب بهذا القرار؟
أفشة هو أفضل
لاعبي الدوري المصري في الوقت الحالي في جزئية التحرك بدون كرة وخاصة في منطقة عمق
الملعب، بالإضافة إلى قدراته في العودة لوسط الملعب والخروج بالكرة من الخلف
وصناعة الفرص، بجانب امتلاكه قدرات بدنية مميزة في الالتحامات، وكذلك في عملية
التغطية الدفاعية.
غياب صانع
ألعاب الأهلي عن المنتخب سيفقده واحد من أهم عناصر قوته، خاصة في عملية صناعة
اللعب وكذلك التنوع الخططي الذي يضيفه أفشة، واستمراره أساسيًا مع الفراعنة منذ قرابة
السنتين وتفاهمه مع أكثر من لاعب في هجوم الفراعنة، خاصة محمد شريف، ومصطفى محمد.
وجود أفشة سيمنح المنتخب اختيارات تكتيكية عديدة سواء في تواجده في خطة «4-3-3» في
مركز لاعب الوسط المساند، أو وضعه كلاعب وسط هجومي أمام ثنائية دفاعية في نفس
الخطة، وكذلك في حالة التحول لخطة «4-2-3-1» والتي يجيد أفشة فيها أدوار صناع
اللعب وتسلم الكرة بين خطوط الخصم، بالإضافة إلى إجادته لأدوار الجناح المركبة،
والتي أسندها له موسيماني مع الأهلي؛ فيضعه على ورق التشكيل كجناح أيسر، يتحول مع
تملك الفريق للكرة لصانع ألعاب، أو مهاجم ثانٍ.
غياب طارق حامد.. ماذا يدخن كيروش؟
قد يتفهم البعض غياب طارق حامد، لاعب وسط نادي الزمالك، عن قائمة المنتخب لأسباب
متعلقة بتسريبات عن أحاديث داخلية تسببت في سوء تفاهم بين اللاعب والمدرب؛ ولكن
إذا نظرنا للأمر من منظور استدعاء عبدالله السعيد، المستهلك منذ سنوات، لخبراته
الدولية، فوجود طارق حامد سيكون منصفًا لما يملكه من خبرات دولية، سواء مع الزمالك
أو المنتخب؛ وكذلك لإجادته أدوار وسط الملعب الدفاعي الصريحة، والتي تخفف من أعباء
لاعبي وسط الملعب المساندين؛ حال رغبة كيروش في الاعتماد على أصحاب الخبرات، فإن
طارق وإن كنا على خلاف مع طريقة لعبه، فطارق ليس أفضل اللاعبين على مستوى التمريرات،
ولكنه الأقوى والأشرس والأكثر قتالًا وجهدًا على الكرة، لكنه يستحق الانضمام بمبدأ
«المساواة في الظلم عدل»؛ فالخبرة التي فضلت السعيد ابن الـ36 عامًا، والقدرات
البدنية المحدودة على أفشة، أفضل صانع ألعاب داخل إفريقيا، وصاحب الـ25 عامًا، لم
تشفع لحامد.
ولكن.. سؤالنا الأهم الآن، بعد ضم عبدالله السعيد على حساب أفشة، لأنه الأكثر
خبرة، وغياب طارق حامد، الأكثر خبرة بين لاعبي وسط الملعب حتى الآن ؟ أي نوع من
التبغ يبتاعه كيروش ويدخنه في الجبلاية أثناء اختياره للقائمة؟