هل أهدر محمد عودة حق المحلة بعودته إلى المقاولون؟
بفسخ محمد عودة تعاقده مع نادي غزل المحلة، ورحيله لتدريب فريق المقاولون
العرب لم يفرق عودة ما بين الإنتماء والواجب، فنعم هو ينتمي إلى ذئاب الجبل، وهذا
شيء نحترمه جدًا، وأنه أحد أبناء النادي، وشئ طبيعي جدًا، ومنطقي إذا احتاجه النادي
في أي وقت، فيجب عليه أن يلبي النداء فورًا، وبلا تردد، ولا يتخلى عنه في أزمته
ويساعده على تجاوزها طالما أنه خال عمل، وغير مرتبط بعمل في نادي أما إذا متعاقد
مع نادي بالفعل، فيجب عليه أن يحترم هذا التعاقد، ويلتزم به، وهذا هو قانون
الإحتراف السائد في كل العالم، وليس بدعة، واذا اعتذر لناديه الذي ينتمي إليه بسبب
ارتباطه بعمل في نادي آخر لن يلومه أحد على الإطلاق، ولن يتهمه أحد وقتها بالخيانة
بالعكس سوف ينال إحترام الجميع لإلتزامه بتعاقده.
نعم المقاولون في وضع حرج جدًا، وشديد الصعوبة في بطولة الدوري المصري
الممتاز إذ يحتل المركز المركز الـ15 برصيد 6 نقاط جمعها من انتصار يتيم، و3
تعادلات، و4 هزائم لكن ما ذنب الغزل حتى يخرج ذئاب الجبل من أزمتهم اهد استقراره حيث
يتواجد في الترتيب العاشر بـ10 نقاط حصدها من انتصارين، و4 تعادلات، وهزيمتين.
وما يؤلم زعيم الفلاحين إدارة وجمهور من تصرف عودة أن انطلاقته في الموسم
الحالي أفضل من الموسم الماضي الذي لم يجمع فيه في أول 8 أسابيع سوى 7 نقاط.
لن تغفر إدارة الغزل وجمهوره هذا التصرف من عودة في حالة سوء نتائج الفريق،
وتعقد وضعه في الدوري، وتعرضه لخطر الهبوط.
ونتائج عودة مع الغزل هي التي اغرت إدارة ذئاب الجبل للتعاقد معه.
هذه هي المرة الثالثة التي يتولى فيها عودة تدريب المقاولون، والأولى كانت
بصفة مؤقتة في موسم 2014 – 2015 تحديدا من 10 حتى 18 نوفمبر، ولم يقده فنيا في أي
مباراة.
والثانية كانت في موسم 2015 – 2016، وتسلم الفريق في وضع صعب جدا إذ كان
يحل في المرتبة الـ15 بـ9 نقاط فقط حصدها في 15 مباراة، وبالرغم من ذلك نجح في الوصول به المركز الـ13
برصيد 41 نقطة.
وفي هذا الموسم بدأ المقاولون بقيادة فنية من المعلم حسن شحاته لكنه رحل بعد 5
أسابيع فقط لم يجمع منها سوى نقطتين، وتراجع ترتيب ذئاب الجبل إلى الـ17 قبل
الأخير.
وحل محله طارق العشري الذي لم يحصد الفريق معه سوى 7 نقاط في 10 لقاءات حيث
لم يفز سوى في لقاء، وتعادل في 4 لقاءات، وتلقى 5 هزائم.
وفي الموسم التالي 2016 – 2017 تحسن مردود المقاولون أكثر مع عودة حيث أنهى
الدوري في المرتبة التاسع بـ44 نقطة.
بينما في موسم 2017 – 2018 لم يستقيل عودة من تدريب الفريق بسبب نتائجه في
الدوري لأنه تركه في وضع آمن حيث تواجد في الترتيب الـ12 برصيد 38 نقطة، ولم يعد
متبقيا على نهاية المسابقة سوى 3 أسابيع، لكن بسبب هزيمته في دور الـ8 في بطولة
كأس مصر على يد فريق الإسماعيلي.
لكن ما يثير بعض القلق والمخاوف أن عودة في آخر تجاربه في الدوري لم يستطع
أن ينقذ فريق بتروجت من الهبوط إلى الدرجة الثانية في موسم 2018 – 2019 بالرغم من
أنه تمكن بقيادته للفريق من إضافة 20 نقطة إلى رصيده في 14 أسبوعا فقط لكن هذا لم
يكن كافيا لأنه تسلم بتروجت في قاع جدول الدوري بـ15 نقطة فقط حصدها في 20 مباراة.
إذن زعيم الفلاحين هو ما أعاد عودة إلى التدريب في دوري الأضواء والشهرة
بعد غياب موسمين.
الحالة الوحيدة التي كان يسمح فيها برحيل عودة، وعودته إلى المقاولون هو أن
يتم اتفاق جنتل مان بين الإدارتين.
ولنا في كيفية انتقال الإسباني تشافي هيرنانديز من تدريب فريق السد القطري
إلى تدريب فريق برشلونة الإسباني عظة، كيف دارت المفاوضات بين الإدارتين، والطريقة
التي رحل بها دون أن يغضب أحدًا؟
عودة ليس الوحيد في الدوري الذي فعل ذلك فقد فعلها من قبل على سبيل المثال
إيهاب جلال مع نادي إنبي من أجل تدريب فريق الزمالك، وعلاء عبدالعال مع نادي
الداخلية لتدريب إنبي، ولم ينجح المدربان.