«التالتة تابتة».. كيف توجت السنغال بلقب الكان الأسهل فى مسيرتها؟
كان منتخب السنغال
محظوظا للغاية في بطولة كأس الأمم الإفريقية الكاميرون 2021، فلم يصطدم بمنتخب من
المصنفين العشرة الأقوياء في قارة إفريقيا، إلا في المباراة النهائية أمام منتخب
مصر، وكان منتخب مصر مجهدا، ويعاني من بعض مشكلات فنية بسبب إصابات ضربت لاعبين
أساسيين، وهو ما اتاح له الفوز بالبطولة دون أن ننكر على السنغال كفاءة منتخبها،
ولاعبيها المهرة حتى توج باللقب.
وفي هذا الإختبار
الأول أمام مصر، لم يتمكن منتخب السنغال من الفوز طوال 120 دقيقة، إذ انتهت رسميا
بالتعادل السلبي، وأنصفته ضربات الترجيح 4 – 2 في الحصول على لقبه الأول.
كانت السنغال
مرشحة من البداية لحصد اللقب، لكن تراجعت أسهمها بعد أدائها الباهت، ونتائجها
الضعيفة في دور المجموعات، مع أنها تصدرت المجموعة الثانية التي صنفها الخبراء الأضعف في البطولة برصيد 5 نقاط فقط،
وهو أقل منتخب جمع نقاط، واحتل مقدمة مجموعته، إذ لم يفز سوى في مباراة واحدة على
منتخب زيمبابوي بشق الأنفس بضربة جزاء في الدقيقة 90، وهو الهدف الوحيد الذي سجله
في دور المجموعات، لأن بعده تعادل دون أهداف مع منتخبي غينيا، ومالاوي على الترتيب.
لكن في الأدوار
الإقصائية تغير الحال، وتطور أداؤه إلى حد كبير، وتحسنت نتائجه جدا، وأحرز أهدافا
كثيرة، إذ في دور الـ16 فاز على منتخب الرأس الأخضر بهدفين نظيفين، وفي دور الـ8
تغلب على منتخب غينيا الإستوائية بنتيجة 3 – 1، وفي دور قبل النهائي تغلب بنفس
النتيجة على منتخب بوركينا فاسو.
لكن غير أن
القرعة، والنتائج فيما بعد خدمت السنغال كثيرا في ألا تصطدم بمنتخب قوي بداية من
دور المجموعات، وحتى دور الـ4، فهي لم تسقط في فخ المفاجآت في الأدوار الإقصائية مثل إقصاء منتخب مالي من دور ثمن النهائي على يد غينيا الإستوائية، وإطاحة بوركينا
بمنتخب تونس من دور ربع النهائي.
أما في بطولة مصر
2019، وهي المرة الثانية التي خسرت فيها السنغال المباراة النهائية، فقد حصدت في
دور المجموعات 6 نقاط محتلة المركز الثاني في المجموعة الثالثة من انتصارين على
منتخبي تنزانيا في الجولة الأولى، وكينيا في الجولة الثالثة، بينما في الجولة
الثانية انهزمت على منتخب الجزائر بهدف دون رد.
وسجلت في دور
المجموعات 5 أهداف.
وفي دور الـ16
فازت على منتخب أوغندا بهدف دون مقابل، وبنفس النتيجة على منتخب بنين في دور الـ8، لكن
في دور الـ4 تغلبت على تونس بهدف نظيف.
وفي المباراة
النهائية خسرت للمرة الثانية في البطولة أمام الجزائر بنفس الهدف الوحيد.
وإذن في هذه
البطولة لعبت السنغال 3 مباريات قوية أمام الجزائر مرتين، وتونس.
ويوجد 10 لاعبين
هم العامل المشترك في إحراز السنغال اللقب في البطولة المنتهية، وفقدانه في 2019 منهم
حارسا مرمى، وهما إدوارد ميندي، وألفريد جوميس أما الثمانية الآخرون، فهم كاليدو
كوليبالي، وشيخو كوياتي، وساليو سيس، ومبابي أبو سيسه، وإدريسا جانا جاي، وساديو
ماني، وإسماعيلا سار، وكيتا بالدي دياو.
بينما أول مرة
استطاعت السنغال أن تصل إلى المباراة النهائية كانت في بطولة مالي 2002، ولعبت
مباريات كثيرة قوية بداية من دور المجموعات، وتمكنت من اعتلاء صدارة المجموعة
الرابعة بـ7 نقاط حصدتها من انتصارين على منتخبي مصر، وزامبيا بنفس النتيجة بهدف
دون رد، وتعادلت مع تونس سلبيا في الجولة الثالثة.
وفي دور ربع
النهائي فازت على منتخب جمهورية الكونغو بهدفين دون مقابل، وفي دور نصف النهائي
تفوقت على منتخب نيجيريا بنتيجة 2 – 1.
وخسرت في الأخير
المباراة النهائية أمام منتخب الكاميرون بضربات ترجيحية 2 – 3 عقب انتهاء المباراة
بالتعادل دون أهداف.
إذن في بطولة 2002
واجهت السنغال منتخبات قوية، وصعبة، وهي مصر، وتونس، ونيجيريا، والكاميرون، أي 4
منتخبات في الوقت الذي لم تواجه فيه في البطولة المنتهية التي حصلت على لقبها سوى
منتخب واحد.
وجيل 2002 تحديدا هو
من صنع سمعة السنغال إفريقيا، وعالميا الحقيقية.
إذن التالتة
تابتة، واستطاعت السنغال أن تحرز اللقب في المرة الثالثة التي تبلغ فيها المباراة
النهائية بعد مشوار هو الأسهل على الإطلاق.