ختام الرحلة.. هل انتهى عصر كريستيانو رونالدو وليونيل ميسى؟ «ملف»
لا شيء يبقى، والأيام تدور وتتداول بين الناس؛ من كان في أعلى علين اليوم، غدًا، قد تراه أسفل سافلين، ومهما علا شأنك ولمع نجمك، لا بد من يوم يخفت فيه هذا النجم، وينتهي كل شيء.
14 أغسطس 2002، و16 أكتوبر 2004؛ تاريخان بينهما قرابة العامين ولكنهما ارتبطا بأحداث تلتهما سيتذكرها العالم بأكمله إلى أبد الآبدين.
كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، منافسة استمرت أكثر من 15 عامًا، حققا إنجازات لم تصدق، ظلا يحاربان بعضهما ويتنافسان بشرف ونزاهة كل يوم، يقولون إن من شاهد مارادونا وبيليه محظوظ.. قطعًا صحيح، لكن من شاهد ميسي ورونالدو يتنافسان في ميدان واحد وبطولة واحدة، هو الأكثر حظًا في تاريخ كرة القدم.
والآن وبعد أن غير كلاهما وجهته وناديه؛ وقدما أفضل تنافسية في تاريخ كرة القدم، هل انتهت فعلًا حقبة ميسي ورونالدو؟
أين كانت البداية؟
بدأ كريستيانو رونالدو مسيرته ضمن صفوف شباب ناسيونال البرتغالي، وواصل التدرج ضمن صفوف الفريق، حتى انتقل لسبورتنج لشبونة تحت 17 عامًا، ثم تم تصعيده لفريق تحت 19 عامًا في صيف 2000، وبعد سنتين فقط تم تصعيده للفريق الأول.
أما ليونيل ميسي، فبدأ رحلته مع فريق جراندولي المحلي، الذي كان يدربه والده؛ ثم انتقل لنيو أولد بويز في عام 1995؛ وأثناء تواجد أحد كشافة نادي برشلونة الإسباني في الأرجنتين، شاهد ليو يلعب مع فريق نيو أولد بويز، وتواصل على الفور بكارلوس ريكساش، المدير الرياضي للنادي آنذاك، وعرض اللاعب على الفريق الكتالوني، وانتقل ميسي مع والده لإسبانيا ليعرض موهبته على إدارة النادي الكتالوني، وأصابهم مستواه بالدهشة؛ وعرضوا على والده تكفل النادي بعلاجه.
كريستيانو رونالدو.. الطفل الفقير الذي تبناه أليكس فيرجسون
عانى رونالدو الأمرين في طفولته بين إدمان والده لشرب الكحوليات، وفقر عائلته؛ إذ عملت والدته كطباخة للإنفاق على أسرتها.
وعبر اللاعب عن ذلك في تصريح له أثناء وجوده بريال مدريد، أكد خلاله أنه كان ينتظر إلقاء العاملين بمطعم «ماكدونالدز» الشهير لما تبقى من الزبائن من شرائح البطاطا وشطائر البرجر ليأكل منها هو ورفاقه؛ وبداية مسيرته في سن العاشرة كـ "ظاهرة عجيبة"؛ ثم انتقاله لناشئي ناسيونال ماديرا ومنه إلى سبورتنج لشبونة الذي شهد فترة توهجه؛ ولعب ضمن صفوف فريقه الأول في موسم 2002-2003.
«كل ما أراد فعله وهو طفل هو لعب كرة القدم؛ أحبها لدرجة أنه كان يترك الطعام؛ ويقفز من نافذة غرفته تاركًا واجباته المنزلية من أجل كرة القدم» "فيرناو سوسا، الأب الروحي لرونالدو".
وشارك كريستيانو رونالدو، في التشكيل الأساسي لسبورتنج لشبونة ضد فريق موريننسي، للمرة الأولى يوم 7أكتوبر 2002؛ تاريخ مميز في مسيرة كريستيانو، وسجل هدفين في انتصار فريقه بثلاثية نظيفة.
3 أهداف سجلها وصنع 5 لزملائه في 25 مباراة لعبها هذا الموسم بالدوري البرتغالي؛ وهدفين في 3 مباريات ببطولة الكأس؛ أرقام ليست بالمهولة لكن الجميع أيقن أن هذا الفتى يملك شيئًا خاصًا؛ كبار إنجلترا بدأوا في التسابق للفوز به.
وواصل كريستيانو رونالدو تألقه رفقة مانشستر يونايتد بعد ذلك الموسم، كما أظهر جودته وجاهزيته للمنافسة على أفضل اللاعبين في العالم، وحقق المركز الثاني لبطولة كأس أمم أوروبا، 2004 رفقة منتخب البرتغال.
ليونيل ميسي.. بين مرض الطفولة وتألق المراهقة
أما ميسي، فعانى من إصابته بمرض نقص هرمونات النمو، والذي كانت تكلفة علاجه باهظة للغاية في هذا الوقت، وظهر ذلك المرض في سن الحادية عشرة، لكن ذلك لم يوقفه عن ممارسة كرة القدم، حتى انتقل لفريق برشلونة، وعالجه النادي الكتالوني من ذلك المرض.
وشارك ليونيل ميسي للمرة الأولى مع برشلونة، يوم 16 أكتوبر 2004 في مباراة فريق إسبانيول، بالدوري الإسباني، وحل بديلًا للبرتغالي ديكو، في الدقيقة 82، وانتهت بفوز برشلونة بهدف دون رد.
ولعب ليونيل 9 مباريات في موسمه الأول مع برشلونة وهو موسم 2004-2005، وسجل هدفًا واحدًا؛ ثم في الموسم الثاني لعب 19 مباراة، سجل خلالها 7 أهداف وصنع 3 لزملائه في الفريق.
رونالدو وميسي.. صراع تاريخي على أرض الأندلس
كريستيانو رونالدو، انتقل لصفوف فريق ريال مدريد الإسباني، قادمًا من صفوف فريق مانشستر يونايتد خلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2009، في الوقت الذي كان ليونيل ميسي يعيش فيه بداية الحقبة التاريخية لفريق برشلونة.
قبل أن يصل رونالدو للدوري الإسباني، كان قد حقق الدوري الانجليزي رفقة مانشستر يونايتد 3 مرات، ودوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية مرة واحدة، وبطولة كأس الاتحاد الانجليزي مرة واحدة، وكأس الرابطة مرتين، والدرع الخيرية مرتين.
كما شارك رونالدو في 292 مباراة بقميص مانشستر يونايتد، وسجل 138 هدفًا بقميص الشياطين الحمر.
وصحد رونالدو جائزة الحذاء الذهبي لموسم 2007-2008، وفاز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم بعام 2008.
وخاض الثنائي منافسة شرسة استمرت منذ يوليو 2009، وحتى يوليو 2018، ورحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد إلى يوفنتوس.
ليونيل ميسي قاد برشلونة في تلك الفترة لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات، كما حقق كأس العالم للأندية 3 مرات، وكذلك فاز بلقب الدوري الإسباني 10 مرات، وعلى مستوى الجوائز الفردية حقق جائزة أفضل لاعب بالدوري الإسباني 4 مرات، و9 مرات أفضل لاعب في الدوري المحلي، ومرة واحدة لأفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا.
كما حقق جائزة الكرة الذهبية 7 مرات، وفاز بجائزة ذا بيست لأفضل لاعب في العالم مرتين، وأفضل لاعب في أوروبا 3 مرات.
ليونيل ميسي شارك في 778 مباراة بقميص فريق برشلونة، وسجل 672 هدفًا، وصنع 303 هدفًا لزملائه في الفريق.
أما كريستيانو رونالدو، فلعب 438 مباراة بقميص ريال مدريد، وسجل 450 هدفًا للفريق، وصنع 132 هدفًا لزملائه في الفريق.
وحقق كريستيانو رونالدو جائزة ذا بيست لأفضل لاعب في العالم مرتين بعامي 2016 و2017، فيما فاز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا 3 مرات، وحقق جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 5 مرات، وحقق جائزة أفضل لاعب في العام مرتين.
كما فاز بلقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات، وكذلك لقب كأس العالم للأندية 4 مرات أيضًا، ولقب كأس الملك مرتين، والسوبر المحلي مرتين، و3 مرات لقب السوبر الأوروبي.
صراع اللقب القاري
قاد كريستيانو رونالدو، منتخب البيرتغال، لتحقيق لقب بطولة كأس الأمم الأوروبية، في عام 2016؛ بعدما فاز على منتخب فرنسا في المباراة النهائية بهدف دون رد.
ورغم إصابته وخروجه من ملعب المباراة بعد تدخل عنيف من ديميتري باييه، لاعب منتخب فرنسا، إلا أن رونالدو وقف على خط الملعب يوجه زملائه في المباراة، ويشد من أزرهم لتسجيل هدف الفوز.
وظل فوز رونالدو بلقب أمم أوروبا، الشوكة التي تقف في حلق ليونيل ميسي في منافسته مع النجم البرتغالي، حتى قاد منتخب الأرجنتين للفوز ببطولة كأس أمريكا الجنوبية، كوبا أمريكا، في العام الماضي.
المحطة الأخيرة للتنافس الأعظم
كريستيانو رونالدو، رحل لفريق يوفنتوس في 2018، ولعب 3 مواسم ضمن صفوف الفريق الإيطالي، قبل أن يعود لفريقه القديم مانشستر يونايتد، في مطلع الموسم الجاري.
فيما انتقل ليونيل ميسي، لصفوف فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع فريق برشلونة الإسباني.
كريستيانو رونالدو، تعرض لانتقادات عديدة في الفترة الماضية رفقة مانشستر يونايتد، بعدما غاب عن التسجيل رفقة الفريق في بطولة الدوري الإنجليزي، لفترة ليست بالقصيرة، كذلك عانى ليونيل ميسي من صافرات استهجان أطلقتها جماهير باريس سان جيرمان، عقب خروج الفريق من بطولة دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد.
نعم هي النهاية، حقبة الثنائي الأعظم في تاريخ كرة القدم شارفت على كتابة فصولها الأخيرة.. لا شيء يدوم، والأيام دول.