حان الميعاد.. لماذا يجب أن يذهب محمد صلاح إلى برشلونة؟
لو كنت مكان محمد صلاح ماذا تفعل؟
طرحت هذا التساؤل على الكابتن هاني رمزي، نجم منتخب مصر والنادي الأهلي، الذي كانت له تجربة فريدة كانت المفتاح لجيل جديد عرف الطريق إلى أوروبا.
رد الكابتن هاني كان عمليًا بصورة لا تخضع إلى تنظير أو قواعد: «تلقيت عرضًا حينما كنت في كايزر سلاوترن بعد الثلاثين، من أحد الأندية الإيطالية، حينما كان اللعب في إيطاليا وقتها مبتغى كل النجوم، ومحط أنظار كل عشاق كرة القدم في العالم».
وأضاف: «جلست مع وكيلي، وحددنا معايير لحسم قرارنا النهائي على أساسها، وهي: المال وفرص النجاح وعامل الاستقرار والمكانة الجماهيرية والشعبية المكتسبة، وغيرها».
بعدها وضع قائد المنتخب الوطني الأول- آنذاك- نقاط لكل معيار منها وجمعها، فاستقر في نهاية الأمر على أهمية البقاء، والحفاظ على مكتسباته وعلاقته الوطيدة بجماهير فريقه الألماني، لذا هو يميل ويرجح ويفضل بقاء محمد صلاح في ليفربول، وينصحه بذلك.
ورغم أن ما قاله «رمزي» طرح أقرب إلى المنطق، ومبني على تجربة سابقة، ويلقى قبولًا واستحسانًا من الأغلبية، أرى خلاف ذلك، لعوامل كثيرة سنحاول شرح بعضها في السطور التالية.
بداية الفجوة بين ما يستقبله «صلاح» وما تعرضه إدارة ليفربول ليس بالهين ولا السهل، فبحسب التقارير الإسبانية برشلونة على استعداد لدفع 100 مليون يورو في 4 مواسم للنجم المصري.. فمن المجنون الذي يرفض عرض مثل هذا؟!
ستقول لي الشعبية والجماهيرية في ليفربول، سأرد عليك بأن «صلاح» ذاهب إلى أكبر ملعب في أوروبا، حيث «كامب نو» ذي الشعبية الجارفة، الذي يستقبل عشاقًا بالملايين من كل بقاع الأرض سنويًا.
ليس ذلك فحسب بل إنه ذاهب إلى مهد سحرة كرة القدم، والأرض التي أنبتت فلاسفة وعباقرة التكتيك فيما بعد، وسيدافع عن قميص قال عنه الأوروبيون إنه أكثر من مجرد نادٍ.
وإذا كان «صلاح» قد اكتسب حب وشعبية ليفربول، فإن ما قدمه طوال السنوات الماضية كفيل بأن يجعل رصيده باق مدى الحياة، ولن تمحو أرقامه أي قرارات، خاصة أنه لم يخل بتعاقد أو يقصر لحظة، وقدم للنادي أكثر من أي لاعب آخر.
لذا من أهمية أن يكتسب «مو» شعبية «البلوجرانا»، ونحن هنا لسنا بصدد مقارنتها مع ليفربول، لكننا لن نختلف أبدًا أن برشلونة مع ريال مدريد في مرتبة ثم تأتي البقية.
أيضًا حفر «صلاح» اسمه بحروف من ذهب في أرقام «البريميرليج»، وما هو آتِ لن يكون أفضل مما كان، فلماذا لا يسجل أرقامًا جديدة ويكتب صفحات أكثر سطوعًا بالفوز بـ«الليجا» وهدافها وأفضل لاعب فيها؟ فما أروع وأجمل أن تجمع بين تلك الجوائر مع ما حققته في «أنفيلد».
هناك عوامل أخرى تدفع «صلاح» للقبول بعرض «البلوجرانا»، فبعد الثلاثين لن يتمكن من بذل نفس الجهد البدني الذي كان عليه طوال السنوات الخمسة الماضية، بينما في «الليجا» أمام خصوم أقل قوة وأبطأ رتمًا، ستكون الفرصة مواتية للاستمرارية بشكل أفضل.
لو افترضنا أن «صلاح» جدد تعاقده، وانطلق هذا العقد الجديد بدءً من 2023، وهو على مشارف عامه الـ30، فهل يستطيع أن يستمر بنفس الرتم الذي يراهن عليه يورجن كلوب، ويمكنه الركض 90 دقيقة دفاعَا وهجومًا مثلما يفعل؟
مؤكد أن ضم لويس دياز وديوجو جوتا، ونية ليفربول في ضم جارود بوين من ويست هام، أو غيره من الأسماء المطروحة، كلها خيارات هدفها الأول بالأساس هو التجهيز لما بعد «صلاح» و«ماني»، فهناك في «أنفيلد» يفكرون قبل الخطوة بسنوات.
في برشلونة سيجد «صلاح» فريق يدافع بتملك الكرة، ويهاجم بالحيازة لا بالتحولات، وهذا أنسب للسن المتقدمة. سيستفيد من لاعبي وسط متفجرين، صاحبا موهبة استثنائية بدأ العالم مقارنتها بـ«إنيستا» و«تشافي»، وهما «بيدري» و«جافي»، وبالتالي سيجد مدد غير عادي في الفرص السانحة للتسجيل.
في برشلونة لا يوجد نجم «سوبر ستار» ولا يمتلكون هدافًا، ويؤمن مدربهم تشافي هيرنانديز- وفق تقارير- بأن «صلاح» هو القطعة المنقوصة في الفريق، لما يسجله من أهداف لا يستطيع أي لاعب تسجيلها بنفس العدد، وبالتالي يمكن للفريق تسخير المنظومة للتخديم على أفضل من ينهي الهجمات.
بينما في «أنفيلد» يزاحم «صلاح» ساديو ماني، ولا يريد «جوتا» أن يكون ضيف شرف، وبدأ يتقاسم تورتة الأهداف ويطمع في المنافسة على لقب هداف «البريميرليج»، وكان قريبًا جدًا من «مو» حتى تعرض للإصابة، وهاهو لويس دياز يدخل في السباق هو الآخر.
بات «كامب نو» المناخ والمكان الأنسب لاستقبال «صلاح»، ودفعه نحو مجد جديد يجني فيه كل شىء: المال والبطولات والشعبية غير المتناهية، ودخول عالم آخر جديد لعباقرة كرة القدم.