تاريخ من الأزمات والصراعات.. لماذا يعمل حسام وإبراهيم حسن بالتدريب؟
أزمات تلو الأخرى، نجاحات وإقالات وإخفاقات، تصريحات نارية وهجوم على الجميع؛ أعصاب منفلتة ومشاكل دبلوماسية.. إذا أردنا الحديث عن ملخص مشوار التوأم حسام وإبراهيم حسن التدريبي، ستكون تلك الكلمات هي الأكثر تعبيرًا.
وأقالت إدارة نادي الاتحاد السكندري، حسام حسن من منصب المدير الفني للفريق الأول، منذ أيام، وتولى بدلًا منه عماد النحاس.
ويسلط «الكابتن» الضوء على أزمات الثنائي حسام وإبراهيم حسن أثناء مسيرتهما مع الساحرة المستديرة، وهل استحقا الإقالة من الاتحاد السكندري؟
أرقام حسام حسن مع الاتحاد السكندري
ولكن في البداية، وقبل الحديث عن أي شيء، لنلقي نظرة على أرقام الاتحاد السكندري تحت قيادة حسام وإبراهيم.
الاتحاد السكندري، لعب 52 مباراة تحت قيادة حسام وإبراهيم، فاز في 17 مباراة وتعادل 18 مباراة، وخسر 17 مباراة.
ويحتل الفريق المركز الـ11 بترتيب الدوري المصري الممتاز، برصيد 14 نقطة، وودع بطولة كأس مصر أمام سيراميكا كليوباترا، كما ودعها في الموسم الماضي أمام الأهلي من الدور نصف النهائي.
كما خرج الاتحاد من بطولة كأس رابطة الأندية المحترفة بعد احتلاله المركز الثاني في المجموعة الثالثة برصيد 11 نقطة.
تاريخ كامل من الأزمات
منذ اليوم الأول لهما في النادي الأهلي، لم يتوقف حسام وإبراهيم حسن عن تصدير الأزمات، والمشاكل أثناء تواجدهما في الملاعب.
أولى أزمات حسام حسن، كانت في معسكر المنتخب الوطني في يناير 1988، بعد أن تطاول على حمادة صدقي، قائد المنتخب آنذاك.
ولم تتوقف أزمات حسام حسن في ذلك العام، إذ اعتدى على حكم إحدى المباريات في بطولة أمم إفريقيا، وطارد حكم الراية محاولًا الاعتداء عليه هو وحكم المباراة، وتعرض للإيقاف لمدة عام وقتها.
كما هدد حسام حسن بالاعتزال الدولي، عقب رفضه الغرامة التي وقعها عليه، محمود الجوهري، المدير الفني آنذاك، بعدما تعرض للطرد في مباراة مصر وألمانيا الشرقية، في 1990.
ولم تقف أزمات حسام حسن عند ذلك الحد، اشتبك التوأم حسام وإبراهيم في مباراة منتخب مصر ضد منتخب مكون من ناديي النجمة والأنصار اللبنانيين، مع عناصر الجيش اللبناني، واستطاعوا خطف السلاح الشخصي الخاص بأحد عناصر الجيش.
وتسبب حسام وإبراهيم حسن، في أزمة دبلوماسية بعام 2008، أثناء توليهما تدريب فريق المصري البورسعيدي، واعتديا على حكم مباراة فريقهما ضد شبيبة بجاية، ووجها إشارات مسيئة للجمهور الجزائري، مما تسبب في غضب عارم للمسئولين الجزائريين.
وتعرض حسام وإبراهيم لإيقاف 5 سنوات بعد تلك الواقعة، ورفعت عنهم العقوبة بعد عام ونصف العام.
كما اعتدى حسام حسن، على أمين شرطة، مصور للوزارة، بالضرب والقول، وتم إيقافه 3 مباريات ودفع غرامة 6500 جنيه.
كما اعتدى حسام وإبراهيم حسن على حكم مباراة طلائع الجيش في 2016، باللفظ، وتم إيقافه 8 مباريات.
وتسبب حسام وإبراهيم حسن، في أزمة مع علي ماهر، بعد مباراة الاتحاد السكندري وفيوتشر، بعدما اعتدى حسام على على ماهر باللفظ عقب انتهاء المباراة، وكاد أن يصل للمشاجرة بالأيدي.
آخر أزمات حسام وإبراهيم كانت مع باهر المحمدي، قائد فريق الإسماعيلي، الذي رد على هجوم جماهير الاتحاد السكندري ضده بقوله: "بتشتموني ليه" وتوجه له حسام حسن واعتدى عليها بالضرب داخل الممر المؤدي لغرف خلع الملابس.
كثير من الضجة قليل من التدريب.. ماذا يقدم حسام حسن لكرة القدم؟
لا خلاف على أن حسام حسن كان واحدًا من أفضل المهاجمين في تاريخ كرة القدم المصرية، واستطاع تحقيق إنجازات كبيرة للمنتخب الوطني، والنادي الأهلي ومنتخب مصر، فحقق 3 ألقاب لأمم إفريقيا، ولقبين لدوري أبطال إفريقيا، و14 لقبًا للدوري الممتاز، و5 لكأس مصر، وهداف الدوري الممتاز مرتين، وهداف أمم إفريقيا مرة واحدة فقط.
وأنهى حسام حسن مسيرته كلاعب كرة قدم في يناير 2008، بعد موسم لعبه مع فريق الاتحاد السكندري.
وبدأ مسيرته التدريبية بعد شهر واحد فقط من انتهاء مسيرته كلاعب كرة قدم، مع فريق المصري البورسعيدي، ولعب الفريق تحت قيادته 27 مباراة، فاز في 9 وتعادل في 11 وخسر 7 مباريات.
وانتقل بعدها لفريق المصرية للاتصالات واستمر مع الفريق لنصف موسم فقط ثم رحل لتولي تدريب فريق الزمالك في الفترة بين نوفمبر 2009 ويوليو 2011.
فترة تدريب حسام حسن للزمالك، كانت الأفضل في مسيرته التدريبية، إذ قاد الفريق للمنافسة مع النادي الأهلي على لقب الدوري الممتاز في موسم 2010 – 2011، وأنهى الدور الأول متقدمًا بفارق ست نقاط عن الأهلي، ولكنه خسر البطولة في الأمتار الأخيرة بفارق 5 نقاط لصالح النادي الأهلي.
وقاد حسام حسن الزمالك بـ55 مباراة، فاز في 31 مباراة، وتعادل في 16، وخسر 8 مباريات، ثم رحل في نهاية الموسم عن تدريب الفريق.
وتولى بعدها تدريب الإسماعيلي في موسم 2011-2012، ولعب مباراتين فاز في واحدة وخسر الأخرى، ليرحل عن تدريب الفريق بعد شهر واحد.
ثم تولى تدريب المصري البورسعيدي لمدة ستة أشهر، ورحل لفريق مصر للمقاصة وقاده لمدة ستة أشهر أخرى بين فبراير 2013 ومايو من نفس العام، ثم تولى تدريب منتخب الأردن لمدة سنة واحدة، قاده خلالها للتأهل لنهائي كأس غرب آسيا، الذي خسرته أمام قطر بهدفين دون رد.
ورحل حسام لتولي تدريب الزمالك في يوليو 2014، ولعب 6 مباريات مع الفريق ليرحل عن منصبه في أكتوبر من نفس العام.
ثم انتقل حسام لتدريب الاتحاد السكندري، واستمر معهم قرابة العام منذ أكتوبر 2014 وحتى يوليو 2015، قاد الفريق خلالها في 35 مباراة، فاز بـ12 مباراة، وتعادل في 13، وخسر 10 مباريات.
أطول فترات حسام التدريبية كانت مع المصري البورسعيدي، وقاربت الثلاث سنوات، وكان أفضل إنجازاته في تلك الفترة هو التأهل للمباراة النهائية لبطولة كأس مصر، والتي خسرها أمام الأهلي، كما خسر بطولة السوبر المحلي أمام الأهلي أيضًا، كما تأهل للدور نصف النهائي من بطولة كأس الكونفيدرالية الإفريقية، وسقط أمام فيتا كلوب الكونغولي برباعية نظيفة.
ورحل حسام حسن عن المصري، وتولى تدريب فريق بيراميدز في أكتوبر 2018، واستمر على رأس القيادة الفنية للفريق حتى يناير 2019، وقاد الفريق في 11 مباراة وفاز في 6 وتعادل في 5 مباريات.
ورحل حسام عن منصبه بسبب تعادله أمام الزمالك في الدوري الممتاز، بثلاثة أهداف لكل منهما، وبعد انتقاد مالك النادي لأدائهما الفني.
وانتقل حسام حسن لفريق سموحة، وتولى تدريبه في فبراير 2019، وقاد الفريق لـ25 مباراة، فاز في 9 مباريات، وتعادل في 7 وخسر 9 مباريات، ورحل هو وتوأمه عن تدريب الفريق في يناير 2020 بسبب تدهور النتائج مع الفريق.
وانتقل حسام حسن لتولي تدريب الاتحاد السكندري في أكتوبر 2020، واستمر على القيادة الفنية للفريق، حتى تمت إقالته منذ أيام بسبب تدهور نتائج الفريق، وعقب الأزمة الأخيرة التي تسبب فيها مع باهر المحمدي، قائد فريق الإسماعيلي.
حسام وإبراهيم حسن رغم مسيرتهما الطويلة مع التدريب إلا أنهما كانا مصدرين رئيسيين للأزمات في كل فريق تولوا مسئوليته، لم يضيفوا ألقابا أو يطوروا لاعبين، لا يتمالكان أعصابهما، وخصوصًا إبراهيم الذي كان المتسبب الرئيسي لأغلب الأزمات التي شهدتها مسيرة الثنائي.
الثنائي لم ينجحا في قيادة أي فريق ممن قادوهم لتحقيق لقب واحد، فدائمًا ما كانت تنتهي فتراتهم بصراعات وتطاول وخلافات، ربما لو ركز حسام وشقيقه على تطوير قدراتهما ودراسة تكتيك كرة القدم أو حتى محاولة العمل في أجواء هادئة لم يكن لهما نفس المصير الذي وصلا له الآن.