الطريق إلى الدوحة.. أخطاء يجب على كيروش تجنبها لتخطى السنغال
يستعد المنتخب الوطني، لمواجهة نظيره السنغالي، غدًا ضمن لقاءات ذهاب التصفيات النهائية المؤهلة لبطولة كأس العالم، والمقرر إقامتها في قطر 2022.
المنتخب الوطني، التقى بنظيره السنغالي منذ شهر ونصف، في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الإفريقية، التي استضافتها الكاميرون، وتوج بها المنتخب السنغالي، لأول مرة في تاريخه، بعد مباراة ماراثونية حسمتها ركلات الترجيح.
ونحن بصدد المباراة المصيرية والمهمة، التي يعقد عليها الشعب المصري آماله في التأهل لكأس العالم، والوصول للدوحة وخوض مغامرة كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، لتصبح المرة الأولى في تاريخ منتخبنا التي يصل فيها للمونديال لمرتين متتاليتين؛ إذا أردنا تحقيق الحلم علينا تفادي بعض الأخطاء التي وقعنا فيها قبل ذلك، ويرصد «الكابتن» الأخطاء التي يجب على الفراعنة تلاشيها أمام السنغال.
المنتخب الوطني تدرج أداؤه تصاعديًا في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة، وتحسن من مباراة لأخرى، ولكنه افتقد للشراسة الهجومية والتهديف في بعض المباريات.
الفراعنة لعبوا 6 مباريات في بطولة أمم إفريقيا الماضية، وسجلوا 4 أهداف فقط، ولعب منتخبنا المباريات الثلاث بالأدوار الإقصائية بأشواط إضافية، ووصلت 2 منها لركلات الترجيح، وبعدهم المباراة النهائية ووصلت لركلات الترجيح أيضًا.
الكثافة الهجومية داخل منطقة الجزاء
أول العيوب التي ظهرت على المنتخب الوطني في الفترة الماضية، هي قلة عدد لاعبي الهجوم في منطقة جزاء الخصم، وظهر ذلك في مباريات البطولة العربية، وبطولة كأس الأمم الإفريقية.
خطة كارلوس كيروش، تطلبت من مصطفى محمد، مهاجم المنتخب، التراجع إلى وسط الملعب في أوقات استحواذ الخصم على الكرة من أجل الضغط على لاعب وسط الملعب الدفاعي للخصم، وحرمانه من الخروج بالكرة بشكل سليم.
ورغم أن مصطفى محمد قدم هذه الأدوار بشكل جيد، واستطاع الضغط على الخصوم الذين واجهناهم بشكل جيد، واستخلاص الكرة في منتصف ملعبهم، واسترداد الهجمة، إلا أن ذلك جاء على حساب أدوار أخرى لمهاجم جالاتاسراي التركي.
مصطفى محمد، يمتاز بإجادته لضربات الرأس، والالتحامات الهوائية لامتلاكه القوة البدنية التي تمنحه الأفضلية في الالتحام الهوائي مع الخصوم.
فمثلًا في المباراة النهائية لأمم إفريقيا، ورغم تأثر أداء المنتخب الوطني بالإرهاق بعد خوضه 3 مباريات متوالية قبل النهائي بأشواط إضافية، إلا أن مصطفى محمد كان ثاني أكثر اللاعبين فوزًا بالالتحامات الهوائية بأربعة التحامات، بعد عبدو ديالو، مدافع السنغال، الذي فاز بستة التحامات.
الاعتماد على انطلاقات مصطفى محمد، ودخوله لمنطقة جزاء السنغال، للتنافس على الكرات الهوائية سيفيد المنتخب الوطني، خاصة أن الكرات العرضية هي أحد الحلول المهمة التي يمكن من خلالها الوصول للشباك، وتسجيل هدف.
كما يجب تقدم الجناح المعاكس لاتجاه الهجمة، ودخوله لمنطقة الجزاء من أجل زيادة فرصة الحصول على الكرة داخل منطقة الجزاء، فمثلًا إذا كانت الهجمة من الجانب الأيسر، يتوجب على محمد صلاح، الدخول لعمق المنطقة، وشغل أحد مدافعي السنغال بمراقبته، لتسهيل مهمة مصطفى محمد، والعكس صحيح مع الجناح الأيمن، سواء كان عمر مرموش، أو محمود حسن تريزيجيه.
سوء استخدام محمد صلاح
محمد صلاح، قائد المنتخب الوطني، ونجم فريق ليفربول الإنجليزي، هو واحد من أفضل الهدافين في العالم بالوقت الحالي، ولكنه لم يظهر بالشكل المنتظر منه في أمم إفريقيا الأخيرة، رغم أنه قدم أداءً جيدًا في المهام التي طلبت منه، وخلق الخطورة على مرمى الخصوم التي واجههم المنتخب الوطني.
لكن الأزمة مع محمد صلاح، هي أن كيروش اختار في بعض الأوقات أن يدخله لعمق الملعب بجوار مصطفى محمد، والاعتماد عليه كمهاجم ثانٍ، للضغط على دفاعات الخصم.
يورجن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول، حاول في أكثر من مباراة اللعب بمحمد صلاح في مركز قلب الهجوم، ولكن الخطة لم تؤت ثمارها لأنها تعارضت مع أهم مميزات محمد صلاح، إذ إن أهم ما يميزه هو الاختراق من جانب الملعب، والتحرك في المساحة بين الظهير وقلب الدفاع، وخلق الخطورة على المرمى سواء بالتسديد من خارج منطقة الجزاء، أو التمرير لأحد اللاعبين المتواجدين في عمق المنطقة.
وهنا تظهر أزمة أخرى لدى كيروش، فصلاح عندما تواجد على الجناح الأيمن، تعرض للعديد من التدخلات العنيفة من مدافعي الخصوم، ولكن لا بد على كيروش أن يمنح تعليمات لمحمد النني، أو عمرو السولية، أيًا من سيتحرك في المساحة خلف صلاح، بالتقدم بضعة أمتار خلفه، وبجوار الظهير الأيمن من أجل تقليل الضغط عليه من مدافعي الخصوم، ومنحه بعض الحرية في التحرك.
بطء التحول من الدفاع للهجوم
المنتخب المصري، قدم مباريات جيدة على المستوى الدفاعي في البطولة الماضية، إلا أنه عابه بعض التأخير في الارتداد من الدفاع للهجوم.
وظهر ذلك بسبب طيلة الوقت الذي تتواجد فيه الكرة في المنطقة بين وسط الملعب والدفاع، وعدم وجود لاعب قادر على النزول لمنتصف ملعب منتخبنا، وتسلم الكرة ثم تحويل اللعب، ونقل الكرة للشق الهجومي بشكل سريع.
بالإضافة إلى التراجع الدفاعي المتزايد من لاعبي الخط الهجومي، ووسط الملعب، وإن كان تراجع الأخير أمرًا ضروريًا لتضييق المساحات أمام هجوم الخصم.
ولا بد من تطوير الأداء الهجومي للمنتخب المصري في مباراتي السنغال، والتحول السريع من الدفاع للهجوم، واستغلال الضغط العالي الذي ينفذه المنتخب السنغالي، بعد فقدانه للكرة، واللعب على الهجمات المرتدة السريعة.