قصة الرحيل الغامض لكارلوس كيروش عن تدريب منتخب مصر
أعلن مجلس إدارة اتحاد الكرة، برئاسة جمال علام، عن توقف سير المفاوضات مع كارلوس كيروش، المدير الفني السابق للمنتخب الوطني، عقب انتهاء فترة التعاقد معه بعد فشل المنتخب في التأهل لبطولة كأس العالم المقبلة، قطر 2022.
وخسر المنتخب الوطني، أمام نظيره السنغالي، في مباراتي الجولة النهائية للتصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم المقبلة، بركلات الترجيح، عقب التعادل في نتيجة مباراتي الذهاب والإياب بهدف لكل منتخب.
وفور الخروج من تصفيات المونديال، بدأ الحديث داخل أروقة اتحاد الكرة، حول تجديد الثقة في المدرب البرتغالي، الذي انتهى عقده بنهاية مشوار مصر في تصفيات المونديال، والأسماء المطروحة لخلافته، فيما اختار البرتعالي أن يقضي إجازة مع أسرته في بلاده، والتفكير في مستقبله.
أحاديث عن خلافات داخلية، أسماء ليست لها أدوار داخل جهاز المنتخب، عناد الرجل في اختياراته، وتفضيله أسماء على أخرى رغم ضعف مستواها، لكن هل فشل كيروش مع المنتخب الوطني؟
كشف حساب كارلوس كيروش مع منتخب مصر
قاد كارلوس كيروش، المنتخب الوطني في سبتمبر الماضي، خلفًا لحسام البدري، ولعب أولى مبارياته ضد منتخب ليبيريا، وكانت مباراة ودية فاز بها المنتخب الوطني بهدفين دون رد.
ثم انتصر المنتخب الوطني، على منتخب ليبيا ذهابًا وإيابًا، بهدف دون رد وثلاثية نظيفة على الترتيب؛ ثم توالت الانتصارات على أنجولا، ثم الجابون بالمرحلة الأولى لتصفيات المونديال.
ثم على لبنان والسودان، والتعادل مع الجزائر، ثم الفوز على الأردن والخسارة من تونس، ثم التعادل مع قطر والخسارة بركلات الترجيح في البطولة العربية، والتي احتل بها الفراعنة المركز الرابع، قبل شهر من بطولة أمم إفريقيا.
وبمطلع العام الجاري، انطلقت بطولة كأس الأمم الإفريقية، في الكاميرون، وبدأها المنتخب الوطني بالخسارة أمام نيجيريا، بهدف دون رد، ثم الفوز على غينيا بيساو، والسودان، والتأهل كوصيف للمجموعة.
وواجه منتخب مصر نظيره كوت ديفوار، في دور الـ16 لأمم إفريقيا، وانتهى الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، لتحسم ركلات الترجيح التأهل للمنتخب المصري.
وفي ربع النهائي، واجه منتخب مصر تحت قيادة كيروش، نظيره المغربي، وانتصر عليه بهدفين لهدف، بعد الاحتكام للأشواط الإضافية.
ثم في الدور نصف النهائي، تعادل المنتخب الوطني مع منتخب الكاميرون، وفاز عليه بركلات الترجيح بثلاثة ركلات مقابل ركلة.
ولكن ركلات الترجيح أدارت ظهرها للفراعنة في المباراة النهائية، فخسروا البطولة أمام منتخب السنغال بأربعة ركلات مقابل ركلتين.
وبعد قرابة الشهر ونصف، تكررت المواجهة بين مصر والسنغال، ففازت مصر ذهابًا بهدف نظيف، وخسرت إيابًا بنفس النتيجة، لتحسم ركلات الترجيح تأهل منتخب السنغال لبطولة كأس العالم بقطر.
المنتخب الوطني، لعب تحت قيادة كيروش 20 مباراة، فاز في 13، وتعادل في 2 وخسر 5 مباريات.
متى بدأت أزمات كيروش مع المنتخب المصرى؟
أولى الأزمات التي تفجرت بين كيروش، ومسئولي اتحاد الكرة المصري، كانت عقب الخسارة أمام منتخب نيجيريا، في المباراة الأولى لدور المجموعات بأمم إفريقيا، وبعد تعرضه للعديد من الانتقادات بسبب طريقة وأسلوب اللعب، وقتها خرج عامر حسين ليتحدث عن أن فسخ التعاقد مع كيروش سيكلف خزينة اتحاد الكرة، قيمة راتبه لمدة سنة ونصف السنة، وهو ما ينص عليه تعاقده.
وأكد عامر أن كارلوس كيروش، كان يتقاضى 130 ألف يورو شهريًا هو ومعاونيه، مشيرًا إلى أنه يجب الانتظار حتى انتهاء مشوار المنتخب في تصفيات المونديال.
واستشاط كيروش غضبًا بعد تصريحات عامر حسين عنه، وعبر عن ذلك بشكل رسمي لمسئولي الاتحاد، وتم حظر أي تصريحات عن المنتخب، من المسئولين عن الاتحاد، خلال فترة البطولة.
وتعرض كيروش لانتقادات عنيفة بسبب اختياراته لقائمة المنتخب، وخاصة بعدما استبعد محمد مجدي أفشة، ومحمد شريف، في أحد المعسكرات التي سبقت بطولة كأس العرب، ثم عودتهما في البطولة؛ وبعدها غياب أفشة عن أمم إفريقيا، ومشاركة شريف لدقائق معدودة كبديل في مباراة الكاميرون، ثم خروجه من الملعب قبل نهاية الوقت الإضافي.
أزمات داخلية
أثيرت العديد من الأحاديث خلال تواجد كيروش على رأس القيادة الفنية لمنتخب مصر، عن وجود خلافات بينه وبين معاونيه، وخاصة الشق المصري في جهازه المساعد، وتحديدًا ضياء السيد، ووائل جمعة، وتضاعفت تلك الأحاديث بعدما أعلن الأخير منذ أيام رحيله عن الجهاز الفني لمنتخب مصر، رغم أنه حتى ذلك الوقت لم يكن قد تم الاستقرار على رحيل كيروش وجهازه من عدمه.
ولم تتوقف تلك الأحاديث طوال فترة تواجد كيروش مع منتخب مصر، وأشار الجميع إلى أن هناك خلافات واضحة، وأن كيروش ليس راضيًا عن الجهاز الذي يعمل معه، ولا يثق سوى بمساعديه الأجانب.
وتزايدت الشكوك حول وجود خلافات داخلية في جهاز المنتخب، عندما اختار كيروش، روجير دي سا، لينوب عنه في المؤتمر الصحفي الخاص بمباراتي أنجولا والجابون، في شهر نوفمبر الماضي، بعدما تعرض لإصابة في ركبته منعته عن حضور المؤتمر.
ماذا حدث بعد السقوط في داكار؟
ودع المنتخب الوطني تصفيات كأس العالم، وترشح المنتخب السنغالي للبطولة على حسابه، بعد الفوز بركلات الترجيح، على ملعب ديامينياديو الأوليمبي، بمدينة داكار السنغالية.
وأثناء رحلة العودة للقاهرة، بدأ الحديث داخل أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة، حول تجديد الثقة في كيروش، خاصة أن عقد المدرب البرتغالي، ينتهي تلقائيًا حال الفشل في التأهل للمونديال وهو ما حدث بالفعل.
وتم التصويت بين أعضاء اتحاد الكرة المرافقين لبعثة المنتخب الوطني في السنغال، على استمرار كيروش، وجاء القرار بموافقة أغلبهم على استمرار الرجل في منصبه.
وبعد العودة للقاهرة، كان الاتجاه السائد داخل اتحاد الكرة، هو تجديد الثقة في كيروش، ومواصلة الاعتماد عليه ومنحه الصلاحيات التي يريدها من أجل بدء التحضير لتصفيات أمم إفريقيا 2023.
وبدأ اتحاد الكرة في مفاوضاته مع كيروش، بعد قضائه رحلة إجازته في البرتغال، من أجل الاستمرار في منصبه كمدير فني للمنتخب الوطني.
وشهدت الأيام الأخيرة، تطورًا في المفاوضات بين اتحاد الكرة وكيروش، من أجل الاستقرار على الموقف النهائي، سواء بتجديد الثقة في الرجل، وتوقيع عقد جديد، أو البحث عن مدير فني آخر لقيادة المنتخب الوطني.
وأثناء جلسة اتحاد الكرة اليوم، واجتماعهم مع كيروش، عبر تطبيق زووم، عرضوا عليه الاستمرار في منصبه، وتشكيل جهاز فني جديد للمنتخب، ولكن الرجل رفض العرض المقدم من الجبلاية.
ورغم أنه لم يتم الكشف عن أي تفاصيل خاصة بعرض اتحاد الكرة، فإن ظاهر الأمر يشير إلى حدوث خلاف جوهري بين اتحاد الكرة، وكيروش، حول تفاصيل وبنود العقد الجديد.
شبهة فساد
حسام البدري، المدير الفني السابق للمنتخب الوطني، كشف في تصريحات تليفزيونية، عن طريقة اختيار أحمد مجاهد، رئيس اللجنة الثلاثية السابقة لإدارة شئون اتحاد الكرة، لفينجادا، المدير الفني لاتحاد الكرة.
وقال البدري في تصريحات تليفزيونية، إن مجاهد أخبره بوجود بضعة "يوروهات" في إشارة لجمع عملة اليورو، داخل اتحاد الكرة، وبمجرد نفاد العملة سيتم الاستغناء عن فينجادا، وهو ما أثار شبهة فساد في كل قرارات لجنة مجاهد، خاصة أنها هي من تعاقدت مع كيروش، والمعروف صداقته القوية بنيلو فينجادا، وسبق لهما العمل معًا.
هل فشل كيروش مع المنتخب المصرى؟
رقميًا، فإن كيروش لم يفشل مع المنتخب الوطني، فهو فاز في 65% من مبارياته، وأسقط خصومًا بقوة كوت ديفوار، والمغرب والكاميرون، وواجه السنغال بقوة، وصمد أمامها دفاعيًا لـ210 دقيقة، بثلاث مباريات متتالية.
ولكن على مستوى الأهداف التي تم التعاقد معه من أجلها، وهي المنافسة على بطولة أمم إفريقيا، فهو قد حقق هذا الهدف، ووصل للمباراة النهائية للبطولة، وفشل في تحقيق الهدف الثاني وهو التأهل لكأس العالم.
له ماله، وعليه ماعليه، ولكن كيروش منح المنتخب المصري اكتشافات في عدة مراكز، على رأسها عمر كمال عبدالواحد، وعمر مرموش، ومحمد عبدالمنعم، وأعاد اكتشاف أحمد أبو الفتوح، نعم هناك أخطاء ولاعبون كانوا يستحقون المشاركة، ولكن في ظل الأخطاء لا يجب أن نتناسى المزايا.