كريم بنزيما وكأس الجعة.. نخب بانينكا التى أحبتها مدريد
أحيا كريم بنزيما، مهاجم ريال مدريد الإسباني، آمال فريقه في العودة أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا.
كريم بنزيما سجل هدفين من أهداف ريال مدريد الثلاثة في مباراة الأمس، في مباراة درامية انتهت بفوز مانشستر سيتي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
وسجل بنزيما ثاني أهدافه، وثالث أهداف ريال مدريد في المباراة، من ركلة جزاء، على طريقة «بانينكا» الشهيرة، بهدوء أعصاب أعاد للأذهان ذكريات ركلة جزاء زين الدين زيدان، في نهائي كأس العالم 2006، وأندريا بيرلو، وفرانشيسكو توتي، وسرجيو راموس، وليونيل ميسي، وغيرهم.
«إذا لم تنفذ ركلة جزاء فلن تضيعها أبدًا، لدي ثقة كبيرة بنفسي وسجلتها، حراس المرمى يذاكرون ركلات الجزاء التي أسددها، لقد غيرت الطريقة، لقد كانت تلك الركلة أكثر برودًا وهدوءًا»، كريم بنزيما عن تسجيله بطريقة «بانينكا» في مرمى مانشستر سيتي.
«أردت احتساء الجعة بعدها»، بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، عن بانينكا ركلة جزاء كريم بنزيما.
إذًا كيف بدأت بانينكا؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟ وماعلاقتها بكأس الجعة؟
القصة تعود لبطولة كأس الأمم الأوروبية، في نسختها الخامسة، والتي استضافتها يوجوسلافيا، بمشاركة منتخبات: ألمانيا الغربية، هولندا، تشيكوسلوفاكيا، يوجوسلافيا، واستضافت مدينتي بلجراد وزغرب، فعاليات البطولة.
لمن لا يعرف، فدولة يوجوسلافيا، نشأت من اندماج عدة دول، وهي: «صربيا، كرواتيا، سلوفينيا، البوسنة والهرسك، مونتنيجرو، مقدونيا»؛ بينما عرفت دولة تشيكوسلوفاكيا التي قُسمت فيما بعد إلى دلوتي التشيك، وسلوفاكيا؛ فيما أنشئت ألمانيا الغربية في عام 1940؛ واستمرت لخمسين سنة قبل أن تنضم لجارتها الشرقية ويكونان دولة ألمانيا بوضعها الحالي.
ولعب منتخب تشيكوسلوفاكيا، ضد نظيره الهولندي، في الدور نصف النهائي، وانتصر عليه بثلاثة أهداف لهدف.
فيما واجه منتخب ألمانيا الغربية، نظيره اليوجوسلافي، وفاز عليه بأربعة أهداف لهدفين.
ليضرب منتخب تشيكوسلوفاكيا موعدًا مع ألمانيا الغربية في نهائي البطولة.
وأقيمت المباراة النهائية للبطولة على ستاد كرفينا زفيزدا؛ يوم 17 يونيو 1976، وافتتح يان زفيهليك التسجيل لمنتخب تشيكوسلوفاكيا في الدقيقة الثامنة؛ ثم أضاف زميله كارول دويباس الهدف الثاني بالدقيقة 25.
وبعد ذلك قلص تيرد مولر النتيجة للمنتخب الألماني في الدقيقة 28؛ وسجل بيرند هولسبانين التعادل بالدقيقة 89.
واستمر التعادل بين الفريقين على ذلك الحال، في الشوطين الإضافيين للمباراة؛ ليحتكما لركلات الترجيح من نقطة الجزاء، لحسم بطل اليورو الخامس.
وسجل ماريان ماسني أولى الركلات لتشيكوسلوفاكيا، ثم تعادل راينر بونهوف، ثم تقدم زيدنيك نيهودا لتشيكوسلوفاكيا، وعادل هينز فولي لألمانيا.
وسجل أنطون أوندروس لتشيكوسلوفاكيا، وعدل هانيس بونجارتز لألمانيا، ثم سجل لاديسلاف يوركميك لتشيكوسلوفاكيا؛ قبل أن يهدر أوليه هونيس، الركلة الرابعة للمنتخب الألماني.
11 مترًا وكرة؛ دقيقة أو اثنتان بالكثير تفصلان أنطونين بانينكا ابن الثمانية وعشرين عامًا عن المجد، اللقب الأوروبي الأول لبلاده؛ اسمه يملع في كل الصحف؛ صورته معلقة بكل شبر في البلاد؛ هكذا ظن بانينكا ستكون الأمور إذا سجل الهدف؛ لكنه لم يعلم أنه سيخلد اسمه بالتاريخ.
«فقط البطل الحقيقي هو من يوجد حلًا كهذا في مثل هذه الأوقات» فرانز بيكنباور، قائد منتخب ألمانيا في تلك البطولة عن تسديدة أنطونين بانينكا.
ركض بانينكا ناحية الكرة مسرعًا، وأوهم حارس المرمى أنه سيسدد الكرة بقوة؛ واختار الأخير الارتماء جهة اليسار ولكن بانينكا رفع الكرة قليلًا عن الأرض بوجه قدمه وأرسلها تتهاود نحو الشباك ليعلن فوز تشيكوسلوفاكيا باللقب الأوروبي الأول؛ وتعرف تلك الطريقة بـ "تسديدة بانينكا" نسبة له كأول من استخدمها في مباراة رسمية.
ويحكي بانينكا كيف ابتكر طريقته الخاصة لموقع الاتحاد الأوروبي، قائلًا: «كنا أنتظر أنا وحارس فريقي بعد المران؛ ونلعب ركلات الترجيح على قطع من الشيكولاتة أو كأس من الجعة، وأسدد الكرة برفعها قليلًا عن الأرض في منتصف المرمى؛ لقد بدأ وزني في الزيادة لأنني كنت أفوز بالرهانات؛اخترت لعب الكرة بهذه الطريقة لأنني رأيت أنها الطريقة الأفضل والأسهل للوصول للمرمى؛ إنها خطة بسيطة».
أنطونين بانينكا اخترع ركلة خلدها التاريخ بسبب كأس جعة، وتناقلتها الأجيال واللاعبين، نهائي مونديال إقصائيات اليورو، دوري أبطال أوروبا، الدوريات؛ كلها خلدت اسم بانينكا إلى أبد الأبدين.
بانينكا منح تشيكوسلوفاكيا أولى ألقابها الأوروبية وآخرها قبل أن تتفكك إلى دولتين، وكريم بنزيما أحيا آمال مدريد في التأهل لنهائي الأبطال، ومعانقة حلم الرابعة عشرة.. العاصمة بأكملها ستشرب نخب بانينكا حال العبور من أبناء جوارديولا، ليحيا أنطونين بانينكا إلى الأبد.