بالرغم من فوز الأهلى الكبير فى الذهاب تظل ريمونتادا وفاق سطيف واردة
يجب ألا ينشغل لاعبو النادي الأهلي بالأزمة المثارة حاليا من جانب إدارة ناديهم حول ملعب المباراة النهائية في بطولة دوري أبطال إفريقيا، ولا تأخذ هذه الأزمة جزءا من تفكيرهم على الإطلاق حتى لا يتشتت تركيزهم، ولا يسألون أنفسهم أين سوف نلعب المباراة النهائية؟ وكيف سوف نواجه الوداد الرياضي المغربي على أرضه؟ وهذه الأسئلة ليست منطقية الآن لأنهم فعليا لم يتأهلوا إلى المباراة النهائية بعد لأنه ما زالت تنتظرهم مواجهة أخرى صعبة أمام وفاق رياضي سطيف الجزائري على ملعب 5 يوليو 1962.
يجب ألا يفكر اللاعبون سوى في شىء واحد هو مباراة العودة، وكيفية الخروج منها بنتيجة إيجابية، والمهم ألا يستسهلوها على أساس أنهم فازوا بنتيجة كبيرة برباعية نظيفة في مباراة الذهاب، ويلعبون بكل جدية، وكأنهم لم يفوزا في مباراة الذهاب، ويجب ألا ينخدعوا بتصريحات رئيس وفاق سطيف عبدالحكيم سرار، ومديره الفني الصربي داركو نوفيتش اللذين أكدا أن الريمونتادا أمام الأهلي أمر شبه مستحيل لأن مثل هذه التصريحات أشبه بالمخدر، والتنويم المغناطيسي لأن الريمونتادا وارد حدوثها لأنه من المؤكد أنهم يخططان لذلك، ولن ينزل لاعبو وفاق سطيف الملعب مستسلمين بل متحمسين جدا، ولا شىء مستحيل في كرة القدم لأن هناك بعض العبر يجب أن يستفيد منها الأهلي في بطولتي دوري أبطال إفريقيا، ودوري أبطال أوروبا.
ففي دوري أبطال إفريقيا 1974 انهزم فريق الهلال السوداني على يد نظيره فريق غزل المحلة في دور الـ16 بنتيجة 1 – 4 في لقاء الذهاب، وفاز بنفس النتيجة في لقاء الإياب، وتم إقصاء الهلال بالضربات الترجيحية 2 – 4.
وفي بطولة دوري أبطال إفريقيا 1976 خسر فريق مولودية الجزائر أمام فريق هافيا كوناكري الغيني في النهائي بـ3 أهداف دون رد في مباراة الذهاب، وتغلب بنفس النتيجة في مباراة العودة، وحصل المولودية على اللقب بضربات ترجيحية 4 – 1.
وفي دوري أبطال إفريقيا موسم 2018 – 2019 انهزم فريق حوريا الغيني على يد نظيره النصر الليبي في الدور الثاني الذي يسبق دور المجموعات مباشرة بـ3 أهداف دون مقابل في لقاء الذهاب، وفاز حوريا بنتيجة 6 – 2 في لقاء الإياب.
بينما أكبر ريمونتادا إفريقية على مستوى الأندية، فقد حدثت في بطولة كأس الكونفيدرالية الإفريقية 2008 إذ خسر فريق ماونت الكاميروني أمام فريق أياكس كيب تاون الجنوب إفريقي في دور الـ16 ( 1 ) بنتيجة 5 – 1 في مباراة الذهاب، وتغلب ماونت بخماسية نظيفة في مباراة العودة.
على الجانب الآخر حدثت ريمونتادا في بطولة دوري أبطال أوروبا، ففي موسم 2003 – 2004 انهزم فريق ديبورتيفو لاكورونا الإسباني على يد نظيره إيه سي ميلان الإيطالي في دور الثمانية بنتيجة 1 – 4 في لقاء الذهاب، وفاز يديبورتيفو بـ4 أهداف دون رد في لقاء الإياب.
وفي موسم 2016 – 2017 خسر فريق برشلونة الإسباني أمام فريق باريس سان جيرمان الفرنسي في دور ثمن النهائي بـ4 أهداف دون مقابل في مباراة الذهاب وتغلب برشلونة بنتيجة 6 – 1 في مباراة العودة.
وفي موسم 2017 – 2018 انهزم فريق إيه إس روما على يد برشلونة في دور ربع النهائي بنتيجة 1 – 4 في لقاء الذهاب، وفاز روما بثلاثية نظيفة في لقاء الإياب.
وفي موسم 2018 – 2019 خسر فريق ليفربول الإنجليزي أمام برشلونة بـ3 أهداف دون رد في مباراة الذهاب، وفاز ليفربول بـ4 أهداف دون مقابل في مباراة العودة.
إذا كان الأهلي قد طلب تغيير الملعب بصفته أحد أضلاع المربع الذهبي المحتمل وصوله إلى المباراة النهائية، فهذا حقه أما إذا كان لأنه تأهل بالفعل، فهذه ثقة زائدة، وخطأ كبير لأن ذلك لم يحدث بعد، وربما ينعكس ذلك الشعور سلبيا على أداء اللاعبين في المباراة، ويصيبهم الاسترخاء بسبب الطمأنينة الزائدة.