محمد صلاح.. 93 ميلًا من تحقيق الحلم
"إنه طريق طويل..لا يفكر كثير من الناس في هذا.. إلا إذا كنت محمد صلاح بالطبع".. هذه الكلمات البسيطة من سيدة كبيرة السن في قرية نجريج مسقط رأس نجمنا المصري صلاح الذي يتم عامه الـ30 اليوم إذ ولد في 15 يونيو من عام 1992 وسردها سيمون هيوز، صحفي جريدة "ذا أتلتيك" الأبرز في إنجلترا، في قصته الكاملة عن رحلة ابن نجريج.
يقول هيوز إن الجميع في نجريج، الواقعة في دلتا النيل التي أحاول مغادرتها، يعرفون ماذا فعل صلاح عندما كان طفلًا. في جميع أنحاء مصر، أصبحت القصة أسطورية وأضيفت إليها طبقات مع مرور السنين.
في وقت لاحق في القاهرة، أخبرني صحفي عن الميكروباصات الـ"خمسة أو ستة" التي كان على صلاح أن يستقلها فقط ليتدرب على بعد 90 ميلًا. "15 ساعة من السفر في نفس اليوم"، كان يبتسم، كما لو كان قد ضحى بوقته شخصيا.
هيوز قرر أن يطبق رحلة صلاح وبالفعل قام بذلك وحسب بدقة المسافة التي كان يقطعها صلاح منذ خروجه من منزله بنجريج حتى حي مدينة نصر مقر نادي المقاولون العرب أول ناد احترافي لمو في مسيرته الكروية والتي كانت 93 ميلًا وكان يمر بها صلاح إلى 6 توقفات.
القصة تتواصل مع معاناة صاحب الـ12 عامًا، حيث يكمل هيوز بعد أن وصل للقاهرة بجوار مقر نادي المقاولون "لا يمكنك أن تتخيل مدى الإحساس المرعب الذي شعرت به لصلاح كصبي، وصل إلى القاهرة لأول مرة في الثانية عشرة من عمره بهدف بداية مسيرته في كرة القدم".
ويعلق: كانت هذه حياته لمدة عام عندما كان عمره 12 عاما تقريبا، ويخوض هذه الرحلة الشاقة لـ5 مرات أو 3 مرات في الأسبوع على الأقل، في بعض الأحيان كان والده يرافقه، وأحيانا والدته، لكن ليس دائما.
ويضيف: يبدأ التمرين في القاهرة بنادي المقاولون الساعة 4:30 مساء، أي أن عليه مغادرة نجريج قبل منتصف النهار، وحتى في منتصف فصل الشتاء، يكون الجو دافئا في هذا الوقت، وتكون درجة الحرارة مرتفعة للغاية بالنسبة لحمار يختبئ في الظل مرتاحا من جر العربة "الكارو"، فإن جميع المصريين في الريف ارتدوا معاطف ثقيلة عندما كان موقع "The Athletic" يحاكي مسار رحلة صلاح اليومية قبل أن يصبح نجما عالميا.
في نفس الصدد حدد شريف علاء، زميل صلاح السابق في المقاولون العرب، حجم معاناة صلاح وقال في تصريحات للنسخة العربية لموقع "جول" العالمي: "صلاح كان يقطع مسافات طويلة في وسائل النقل للوصول إلى نادي المقاولون، لدرجة أنه قبل النادي كان هناك مطلع شهير في الجبل الأخضر لنادي المقاولون مساحته حوالي كيلومتر كامل، كان يقطعه مشيًا على قدميه في بعض الأحيان ليصل إلى التدريبات، هذا كان أمرًا شاقًا للغاية عليه".
موهبة تطورت باكتساب الخبرات مع الوقت، جعلت من صلاح الاسم الأبرز والبطل الوحيد لأهل نجريج والغربية، ومنذ أن تحسس خطوات النجومية في أوروبا بداية من بازل السويسري، تشيلسي الإنجليزي، روما ثم ليفربول لم ينس صلاح أصله ومعدنه الحقيقي وكان دائمًا يعود في إجازاته إلى نجريج.
ولم تغفل الصحف الإنجليزية دور صلاح وحقه تجاه بلدته الذي ما دام عرفت هذا الصبي ومعاناته والذي قرر بعد ذلك أن يخفف عليهم ذلك ويساعدهم على كسب العيش والحياة الهنيئة، تبرعات طالت الملايين وإنشاءات في جميع أرجاء القرية ومشروع صرف صحي كامل غير خريطة نجريج. صحيفة "إندبندنت" قالت في تقرير لها، إن صلاح ساعد شباب وطلاب قريته وقرر ألا يرى فيهم المشقة الذي حدثت معه منذ 8 سنوات بعدما ساهم فى إنشاء المركز الطبي الجديد وسدد ثمن جهازين لغسيل الكلى، فضلا عن مساهمته ماديا فى دعم إحدى المدارس بقريته ثم إنشاء المعهد الأزهري للبنات حتى لا يضطررن للقيام برحلة طويلة إلى المدينة التالية للتعلم.
الختام سيكون مع تصريحات بارزة في حياة محمد صلاح وتعكس ما وصل إليه ابن بسيون وواحد من أفضل لاعبي العالم في آخر 3 سنوات.
2018 موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بمناسبة جوائز ذا بيست الأفضل في العالم والتي كان ينافس فيها صلاح كل من الكرواتي لوكا مودريتش، لاعب ريال مدريد الإسباني، والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم يوفنتوس الإيطالي.
يورجن كلوب
علق كلوب المدير الفني لفريق ليفربول قائلًا: "على حد علمي آخر لاعب كان لديه تأثير كبير على أداء فريقه هو دييجو مارادونا، أعتقد أن مو في طريقه ليصبح الأفضل في العالم".
تصريحات كلوب جاءت عقب رباعية صلاح في مرمى واتفورد خلال المباراة التي جمعتهما في الجولة الـ31 من بطولة الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.
لوتشيانو سباليتي
المدير الفني لفريق روما السابق قال: "صلاح لاعب استثنائي، أفضل لاعب كرة دربته على الإطلاق، وأيًا كانت الأهداف التي يسجلها فهو بحاجة لدراجة للحاق به".