من أين بدأت وكيف انتهت؟؟.. 5 مراحل فى العلاقة «التوكسيك» بين كيروش و«الجبلاية»
بات البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني السابق لمنتخب مصر، بعيدا عن العودة لتدريب الفريق بعد الأزمات الأخيرة التي دخلها مع اتحاد الكرة المصري.
وتولي كيروش مسئولية المنتخب خلال الفترة من سبتمبر 2021 حتى مارس 2022.
كيروش دخل في مشادات مع مسئولي الجبلاية بعدما كذب بياناتهم بأنهم أرسلوا له مستحقاته المتأخرة منذ توليه مهمة الفريق، الأمر الذي دفع اتحاد الكرة لاستبعاده من الترشيحات لتولي مهمة الفراعنة الفترة المقبلة.
وكان "كيروش" دخل حسابات اتحاد الكرة لعودته لتدريب مصر بعد رحيل إيهاب جلال، لكن الأزمة تطورت بشكل كبير، حيث أشارت التقارير إلى أن كيروش طلب راتبا أكبر مما الذي كان يتقاضاه في فترته الأولى.
واتهم كيروش مسئولي اتحاد الكرة بتضليل الرأي العام، وإيهامهم بأنهم يتفاوضون معه على خلاف الحقيقة، وأنه لم يتلق أي عرض رسمي.
في المقابل رد اتحاد الكرة بأن اللواء محمد حلمي مشهور، وحازم إمام خاضا مفاوضات مطولة مع المدير الفني وكان الطرفان قريبين من إتمام التعاقد لولا ما صدر عن كيروش مؤخرًا.
لكن أين بدأت هذه الأزمة بالتحديد هو ما نستعرضه في التقرير التالي..
نيجيريا.. بداية الشكوك
البداية كانت في أول لقاءات كيروش مع الفراعنة في كأس أمم إفريقيا الماضي الذي أقيم في الكاميرون أمام منتخب نيجيريا، والذي خسره الفريق بهدف نظيف.
انتقادات شديدة طاردت الجهاز الفني واللاعبين عقب هذه المواجهة التي لعب فيها الفراعنة مباراة متواضعة وربما كانت الأضعف في مشوار البطولة.
أمام تلك الانتقادات خرج عامر حسين، عضو مجلس اتحاد الكرة ورئيس لجنة حكام رابطة المحترفين، في تصريحات تليفزيونية بعد اللقاء وقال: "اللجنة السابقة لاتحاد الكرة وضعت بندا فى عقد كيروش يقضى بحصوله على راتب عام ونصف العام حال إقالته وراتبه الشهرى يقدر بـ130 ألف يورو أى ما يوازى 2 مليون و340 ألف جنيه".
وأضاف: "كيروش سيكون من حقه الحصول على إجمالي قرابة الـ42 مليون جنيه حال الإقالة، وبالتالى هو رقم ضخم، وهو ما أخبرنا به خالد الدرندلى، نائب رئيس الاتحاد لذا قررنا مراجعة كل العقود فى الجبلاية، وبالتالى نحن لا نملك سوى الدعم والمساندة ولا نملك حق إقالة المدرب".
تصريحات عامر حسين أثارت غضب كيروش وكان يريد البرتغالي الظهور ببث مباشر لتوضيح الأمور، لكن تم إبلاغه بأن هذا الفيديو سيتم إخضاعه لعملية "المونتاج" قبل الظهور في وسائل الإعلام.
وأشارت تقارير صحفية حينها، إلى أن كيروش درس بقوة تقديم استقالته من تدريب مصر دون الحصول على الشرط الجزائي.
كيروش يرفض الطبطبة
تأهل منتخب مصر إلى دور ربع النهائي بعدما تغلب على كوت ديفوار في بطولة الأمم بركلات الترجيح.
واتفق وفد من اتحاد الكرة لعقد جلسة مع كيروش في فندق الفريق بعد مباراة كوت ديفوار للمناقشة فيما حدث وتهدئة الأمور لكن المدرب البرتغالي رفض مقابلتهم.
كيروش صمم على عدم النقاش مع أعضاء اتحاد الكرة، حيث لم تعجبه تصرفاتهم وطريقة تعاملهم في هذه الأمور.
الخسارة بشرف
استقر الأمور بين اتحاد الكرة وكيروش بعد خسارة نهائي إفريقيا واتحد الجميع على مباراتي التأهل لمونديال 2022.
لم يكن أحد يتوقع صعود منتخب مصر إلى نهائي أمم إفريقيا، وبعد تخطي عقبات قوية مثل منتخبات كوت ديفوار والكاميرون والمغرب، عادت الثقة في كيروش ورجاله، وتغنت الأغلبية بما قدموه.
جاءت تلك النتائج بأثر إيجابي، وأعادت العلاقة بين الطرفين "اتحاد الكرة وكيروش" إلى منطقة تلاقت فيها الرؤي، وبدت فيها الثقة قوية.
وبعد فشل التأهل لكأس العالم بقطر والخسارة من السنغال، عقد محمد بركات ووليد العطار أعضاء اتحاد الكرة جلسة مع المدرب البرتغالي لحسم مستقبله.
انفجار الأزمة.. ابحث عن المال دائمًا
واتفق الطرفان على تجديد عقد المدرب البرتغالي، لكن الأزمة كانت في معرفة كيروش بوجود خصومات من مستحقاته من بداية كأس العرب.
الأمر الذي أشعل فتيل الأزمة من جديد، حيث رفض كيروش الخصومات مما جعله يقرر عدم الاستمرار في منصبه.
مؤتمر الرحيل
في 30 مارس وفي المؤتمر الصحفي لمباراة السنغال في إياب ملحق المونديال أعلن كيروش رحيله عن تدريب منتخب مصر.
وقال كيروش: "مصر عليها أن تبدأ مرحلة جديدة والتحضير لما هو قادم من أجل التأهل إلى كأس العالم 2026".
وأضاف: "لم أقل إنني أفضل مدرب في العالم، بعد كأس الأمم كنت أريد أن ألتقي مع أليو سيسيه لأفوز عليه، لكن ذلك لم يحدث، ربما لو عملت مع مصر لمدة سبع سنوات كما حدث معه في السنغال لكنت حققت الفوز".
واختتم: "كنت أتمنى أن أصل بمصر إلى كأس العالم، لكن سيسيه هو من قاد السنغال إلى البطولة، والآن عليّ أن أترك الراية لشخص آخر يتولى المهمة".
ثم في 10 أبريل أعلن اتحاد الكرة المصري، في بيان رسمي، رحيل كيروش عن تدريب مصر بعد اتفاق مع المدرب بالتراضي.
مفاوضات العودة
ظهر اسم كيروش بقوة بعدما أعلن اتحاد الكرة إقالة إيهاب جلال من تدريب منتخب مصر بعدما نادت أسماء كثيرة بعودة البرتغالي.
وبالفعل أشارت التقارير بقوة إلى تواصل اتحاد الكرة بقيادة حازم إمام ومحمد بركات اللذين كلفا بملف المدرب الأجنبي في التواصل مع كيروش للعودة إلى تدريب مصر.
بعدها ظهرت تقارير بأن كيروش لم يتسلم مستحقاته المادية المتأخرة من اتحاد الكرة منذ توليه المهمة، قبل أن يرد اتحاد الكرة للصحفيين بأن الأموال كلها تم تحويلها إلى المدرب البرتغالي وجهازه.
وبدأت الأزمة تشتعل بقوة عندما ظهر كيروش وأكد للصحفيين ادعاءات وكذب اتحاد الكرة في مفاوضاتهم لعودته لتدريب منتخب مصر وأنهم لم يفاوضوه من الأساس.
ليعود مسئولو الجبلاية ويؤكدوا أن المدرب بات خارج الترشحيات بسبب أسلوبه في طريقة المعاملة والكلام مع المسئولين