الضحية.. لماذا لا يتحمل سواريش هزيمة الأهلي أمام الزمالك؟
خسر نادي الأهلي بطولة كأس مصر لصالح غريمه التقليدي الزمالك، بعد الهزيمة أمامه بهدفين لهدف في المباراة النهائية التي جمعتهما أمس الخميس، على استاد القاهرة الدولي.
هزيمة الأهلي جاءت بهدفين من خطأين فادحين كما صرح مدرب الفريق، البرتغالي ريكاردو سواريش، والذي خاض بالمناسبة أول مباراة نهائية لبطولة في مسيرته التدريبية.
ريكاردو سواريش لم يُكمل الشهر في منصبه كمدير فني للأهلي، لكن عقب الهزيمة أمس أمام الزمالك في نهائي الكأس، والتي تلت خسارة الفريق أيضًا أمام بيراميدز، فبدأت الانتقادات تطاله، بل وطالب البعض برحيله، لكن هل كان المدرب البرتغالي مسئولًا عن الهزيمة؟ من الظلم تحميل المدرب المسئولية، فهو آخر العناصر في منظومة القلعة الحمراء الذي يُمكن أن يتم لومهم على تلك الهزيمة للأسباب التالية.
توقيت خاطئ واختيار غير مثالي
عندما رحل السويسري رينيه فايلر عن تدريب النادي الأهلي في مرحلة حاسمة بالموسم، درست إدارة النادي الخيارات المتاحة من أجل قيادة الفريق لتحقيق النتائج المرجوة، فتم الاستقرار على تعيين الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني كمدير فني للفريق.
اختيار موسيماني كمدرب للفريق يكاد يكون القرار الأصح لإدارة محمود الخطيب منذ توليه إدارة النادي، فبيتسو مدرب كبير في القارة الإفريقية، قاد فريقه صن داونز للتتويج بدوري أبطال إفريقيا.. يعرف قيمة الأهلي جيدًا، والأهم أنه تولى تدريب فرق قمة بمسيرته التدريبية، عكس خليفته ريكاردو سواريش.. موسيماني كان الاختيار الأصح لفترة حاسمة في تاريخ الأهلي إن جاز التعبير، ونجح المدرب الجنوب إفريقي في تحويل تلك الفترة لفترة تاريخية بالنسبة للنادي.
رحل موسيماني عن تدريب الفريق لأسباب غير معلومة حتى اللحظة.. تم الاتفاق على أن يترك بيتسو تدريب الفريق في فترة حاسمة أيضًا، مع تبقي نصف الموسم في بطولة الدوري، ومنافسة الأهلي على بطولتين لكأس مصر، فأخذ النادي يبحث عن الخيارات البديلة لخلافته، أخذ وقتًا طويلًا حتى تم الاستقرار على اسم لم يسمعه به أي أهلاوي من قبل، وهو ريكاردو سواريش.
ريكاردو سواريش هو أحد المدربين الواعدين في البرتغال حسب ما أكد المحللين والصحفيين ببلاده، لكن هل كانت ذلك وقته مع الأهلي؟ كان اختياره في تلك المرحلة وذلك التوقيت غير موفق تمامًا من إدارة النادي الأهلي، فهو مدرب لم يحقق أي إنجازات، لم يدرب في القارة الأفريقية، لم يدرب فريق قمة، تم الإتيان به في منتصف الموسم وفي توقيت حاسم لمنافسة فريق في أوج فترات تألقه وهو الزمالك.
الحقيقة أن إدارة الأهلي حكمت على مدربها الجديد بالفشل هذا الموسم عندما أتت به في مرحلة حاسمة كتلك، وحكمت على جمهورها بعكس ما كانوا يتمنون ويطمحون.
اللاعبون
استقدام ريكاردو سواريش تزامن مع أسوأ فترة يمر بها كل لاعب في الأهلي بمسيرته الكروية، لعوامل عديدة، فهناك من يعاني بعض المشاكل الأسرية، هناك من يعاني من الإرهاق، وهناك من لا يرتق لارتداء قميص القلعة الحمراء.
قدوم ريكاردو تزامن مع هبوط مستوى محمد الشناوي قائد الفريق وأحد أبرز أسباب نجاحاته في آخر السنوات، إضافة لخط الدفاع بالكامل بداية من علي معلول ومرورًا بقلوب الدفاع، وحتى محمد هاني الذي فقد أي دعم أو تعاطف من جمهور الأهلي.
الأمر ذاته في بقية المراكز، هبوط مستوى عمرو السولية بشكل كبير وقد يرجع ذلك لعامل الإرهاق، إضافة لخط الهجوم الذي أقل ما يُقال عليه في الوقت الحالي أنه بلا أنياب ويضر الفريق ولا يفيده.
أيضًا عانى ريكاردو سواريش من غياب عدد من لاعبيه في أغلب المراكز تقريبًا بسبب الإصابات، بداية من أكرم توفيق مرورًا بطاهر محمد طاهر وحسين الشحات وبيرسي تاو وغموض موقف بدر بانون.
تركة موسيماني
رحل موسيماني عن تدريب الفريق في توقيت صعب، البعض انتقد ذلك القرار من إدارة النادي الأهلي، وعادوا لذلك النقد أمس عقب الهزيمة أمام الزمالك، لكن الحقيقة أن بيتسو كان أحد أسباب هبوط وتراجع أداء الفريق في الفترة الأخيرة حتى بعد رحيله.. كيف؟
موسيماني بدأ الموسم الحالي بعدد من التدعيمات.. آثر استقدام مواطنه بيرسي تاو الذي لم يلعب بقميص برايتون سوى 302 دقيقة فقط، فلم ينل إعجاب مدربه هناك في بلاد الإنجليز، إضافة لإصاباته المتكررة وعدم تعافيه منها بشكل كامل حتى الآن، كما تعاقد مع الموزمبيقي لويس ميكيسون.
على حساب هؤلاء الاسمين، طلب موسيماني خروج محمود كهربا، فخرج الأخير معارًا.. طلب رحيل الثنائي جونيور أجاي وأليو بادجي، فتضرر الأهلي كثيرًا في الجزء الهجومي، وما زال يعاني من تبعات قرارات موسيماني بدءًا من التعاقد مع تاو وميكيسون.
موسيماني أيضًا لم يدعم خط الوسط رغم قلة الخيارات في ذلك الخط، فعانى الأهلي من إجهاد الثلاثي السولية وحمدي فتحي وأليو ديانج، اللذين صاروا بلا بدلاء.
الأكيد بأن ريكاردو سواريش مدرب واعد، ولديه أسلوبه وخططه الذي يرغب في تطبيقها مع الفريق، لكن الإتيان به في تلك المرحلة كان بمثابة الانتحار من إدارة نادي الأهلي.