لماذا تعجّلت إدارة أسوان فى الإطاحة بربيع ياسين؟
يبدو أن إدارة نادي أسوان الرياضي لم تستوعب على الإطلاق هذه البداية السيئة للغاية لفريقها في بطولة الدوري المصري الممتاز، وخشت على مستقبله مبكرا جدا، فاتجهت نحو الإطاحة بالمدير الفني ربيع ياسين.
كان “زهرة الجنوب” قد انهزم في الأسابيع الثلاثة الأولى بنفس النتيجة بهدف نظيف على يد فرق الاتحاد السكندري، والأهلي، وغزل المحلة على الترتيب ليقبع في قاع جدول الدوري.
وهذه النتائج لم تتوقعها لا الإدارة، ولا الجمهور إذ كان من المنتظر أن يظهر الفريق بشكل أفضل كثيرا، ويبدأ بكل قوة، ويحقق نتائج مميزة لأن لم يكن الطموح هو البقاء فقط في الدرجة الأولى، لكن احتلال مركز متقدم خاصة أن الادارة لم تبخل بشىء، وتعاقدت بالفعل مع 19 لاعبا جديدا أي ليس فريقا جديدا فقط لكن قائمة جديدة، وبالمناسبة هو أكثر ناد في الدوري الدرجة الأولى أبرم صفقات.
وهذه ليست المرة الأولى التي يخسر فيها أسوان في الأسابيع الثلاثة الأولى لكنها المرة الثانية في الألفية الجديدة، فالمرة الأولى كانت في موسم 2002 – 2003 منها هزيمتان بنفس النتيجة بـ3 أهداف دون رد على يد فريق الغزل، والإسماعيلي في الأسبوعين الأولين على الترتيب أما الهزيمة الثالثة، فكانت على يد فريق المصري البورسعيدي بهدفين دون مقابل.
وفي هذا الموسم كان أول نقطة جمعها زهرة الجنوب في الأسبوع السادس بتعادله مع الاتحاد إيجابيا بهدف لمثله.
والمدهش حقا أن الفوز الأول تأخر حتى الأسبوع العشرين حين تغلب على فريق بلدية المحلة بهدف نظيف.
وبالرغم من أن أسوان تذيل جدول الدوري إذ لم يحصد سوى 9 نقاط من انتصارين فقط، و3 تعادلات، و21 هزيمة إلا أنه لم يهبط إلى دوري الدرجة الثانية لأنه تفوق على فريق سوهاج الذي كان متصدرا لمجموعة الصعيد في الدوري الدرجة الثانية.
كان ربيع في حاجة إلى الدعم من الإدارة بدلا من الاتفاق معه على فسخ التعاقد بالتراضي لأن الفريق كان يحتاج فقط إلى الانسجام، والتفاهم بين اللاعبين حتى يحقق النتائج المرجوة لأنه يضم 19 لاعبا جديدا، وهو رقم كبير جدا، ويلعبون لأول مرة مع بعض، مؤكد أن ربيع كان يعول كثيرا على تجربته مع زهرة الجنوب من أجل أن يعيد اكتشاف نفسه كمدير فني في الدوري الدرجة الأولى، فهل ربيع سيئ الحظ فعلا لأن تجربته مع أسوان لم تكتمل، وماتت في مهدها؟
تدريب أسوان كان الفرصة الأولى لربيع في الدوري الدرجة الأولى، فقبلها كان يتولى المسئولية الفنية لفريق بتروجت أحد فرق الدوري الدرجة الثانية، ولم ينجح في قيادته للصعود إلى الدوري الدرجة الأولي لكن في الموسم الأول كان له عذره إذ تسلم الفريق في مارس 2021، وكان يتواجد في ترتيب متأخر في المجموعة الثانية الـ14 برصيد 16، وتمكن من قيادته للقفز للمركز السادس بعد أن حصد في الأخير 43 نقطة أي جمع بتروجت تحت قيادة فنية من ربيع 27 نقطة من 8 انتصارات، و3 تعادلات، ومثلها هزائم.
وفي الموسم التالي نافس بتروجت على الصعود إلى الدوري الدرجة الأولى لكنه فشل بحلوله وصيفا، وكان ربيع قد ترك الفريق بعد 28 أسبوعا أي قبل أسبوعين من النهاية محتلا المركز الثاني برصيد 52 نقطة من 14 انتصارا، و10 تعدلات، و4 هزائم.
ربيع في تصريحات كثيرة له كان يعتقد أنه لم يأخذ فرصة حقيقية في التدريب، وأنه مظلوم، وأنه في حاجة إلى فرصة كي يثبت كفاءته.
فهل هذه التجربة القصيرة جدا مع زهرة الجنوب سوف تأخذ منه، ولن يفكر أي ناد آخر فيه من أجل تدريب فريقه؟