نحو كتابة التاريخ.. كيف يلعب مصر الأولمبى ضد باراجواى فى ربع نهائى الأولمبياد؟

نحو كتابة تاريخ جديد لم يحدث منذ 60 عامًا، يدخل المنتخب الأولمبي لكرة القدم اختبارا جديدا ضد نظيره باراجواي مساء غد الجمعة في ربع نهائي أولمبياد باريس 2024، في اللقاء الذي يقام على ملعب ستاد الفيلدروم بمدينة مارسيليا في تمام الساعة الثامنة بتوقيت القاهرة، حيث يريد الفراعنة تخطي هذا الدور لأول مرة منذ دورة الألعاب 1964 عندما حقق حينها المركز الرابع.

ورفع المنتخب المصري التوقعات نحو تحقيق ميدالية تاريخية في كرة القدم، بعدما قدم مباراة تاريخية ضد إسبانيا في الجولة الأخيرة بدور المجموعات، وفاز بهدفين لهدف وتصدر مجموعته التي ضمت بجانب منتخب لاروخا كل من جمهورية الدومينيكان وأوزبكستان دون أي هزيمة وتلقي شباكه هدفا وحيدا، ليضرب موعدًا مع باراجواي صاحب المركز الثاني في المجموعة الرابعة.

كانت أولمبياد أمستردام 1928 شاهدة على الإنجاز الأبرز في تاريخ الفراعنة والعرب، حيث نجح في الحصول على المركز الرابع، وكرر المنتخب المصري الإنجاز التاريخي وحصل على المركز الرابع في أولمبياد طوكيو 1964، وفي النسخة الماضية بطوكيو خرج الفراعنة على يد البرازيل في ربع النهائي.

ويضع المصريون آمالا كبيرة على البرازيلي روجيرو ميكالي مدرب المنتخب المصري والذي أثبت جدارته في قيادة جيل جديد للكرة المصرية، بعدما عدل سريعًا من طريقته أمام الدومينكيان، حيث كان أداء الفراعنة متواضع ثم ظهر بشكل رائع أمام أوزبكستان وإسبانيا، "الكابتن" في السطور التالية تحلل كيف ينجح ميكالي في العبور إلى نصف نهائي الأولمبياد وعقبة باراجواي.

الحفاظ على التشكيل وعودة صابر تزيد من قوة المنتخب ضد باراجواي

سيواصل المدرب البرازيلي ميكالي الاعتماد على طريقة لعبه 4-3-3 بالاعتماد على ثلاثي الوسط محمد النني، محمد شحاتة وأحمد نبيل "كوكا" وأمامهم أحمد سيد "زيزو" والمتألق إبراهيم عادل على الجناحين والمهاجم الصريح أسامة فيصل، وكان المنتخب أكثر توازنًا بعد استعادة كوكا ضد أوزبكستان بعد خسارته في لقاء الدومينكيان بسبب الإصابة، حيث ظهر وسط الملعب دون سيطرة كاملة ليشكل كوكا ثلاثية قوية وتجانس مع شحاته والنني كما بات عنصر مهم للربط بين خطي الدفاع والهجوم، في أكثر من كرة خلال مباراتي أوزبكستان وإسبانيا وسجل هدف الفوز أمام الأول.

وتشكل عودة محمود صابر لوسط ملعب مصر أهم عناصر القوة لدى ميكالي حيث يعتبر لاعبًا أساسيًا مع المدرب البرازيلي خلال الفترة الماضية، حيث شارك لأول مرة ضد إسبانيا بديلًا بعد رفع الإيقاف عنه وغيابه ضد الدومينيكيان وأوزبكستان حيث يستطيع شغل جميع مراكز الوسط وأيضًا مركز الجناح، وقد يكون صابر واحدا من أسلحة ميكالي في اللقاء المقبل ضد باراجواي الذي يعتمد على رباعي وسط ليستغنى البرازيلي عن أسامة فيصل وإدخال صابر للسيطرة أكثر على مجريات اللقاء.

تحرير زيزو وعادل طريق المنتخب للفوز وغياب هداف باراجواي سلاح كبير

يعتمد ميكالي بنسبة كبيرة على تحرير زيزو وإبراهيم عادل في مركزي الجناح ومركز المهاجم لخلق الخطورة الأكبر للمنتخب، وهو ما فعله الثنائي بشكل مثالي في لقاء إسبانيا والاعتماد على أسامة فيصل في العودة للوسط وسحب المهاجمين لتفريغ المساحات للثنائي بشكل جيد، وقد يستفاد ميكالي من طريقة لعب بارجواي لتطبيق خطته بإحكام، حيث يلعب الخصم بطريقة 4-4-2 صريحة مع الاعتماد على ثنائي الهجوم إنسيسو نجم برايتون ألبيون الإنجليزي وهداف الفريق مارسيلو فيرنانديز، والذي يعتبر أقوى أسلحة باراجواي حيث سيغيب عن مواجهة الفراعنة للإيقاف، وهو ما يجعل مهمة دفاع منتخب مصر أسهل بكثير في غياب واحد من أهم لاعبي الخصم.

وتتمثل خطورة منتخب باراجواي في التسديد من خارج منطقة الجزاء حيث تعتبر واحدة من أقوى ملامح الفريق وأسلحته، لذلك سيكون على ميكالي تكليف رقابة ثنائية من ثنائي الدفاع حسام عبدالمجيد وعمر فايد على إنسيسو الذي يتحرر كثيرًا في اللعب والمهاجم الذي سيحل بديلًا لمارسيلو فيرنانديز الهداف لمنع خطورتهم تمامًا وفصلهم عن وسط الملعب.

التحول السريع والعامل البدني أهم أسلحة الخصم

على الرغم من غياب هداف الفريق فيرنانديز إلا أن باراجواي خصم يمتيمز بالقوى البدنية وأيضًا يمتلك ميزة التحول السريع على غرار طريقة المنتخب المصري بالاعتماد الأكبر على إنسيسو نجم برايتون الذي يربط بين الوسط والهجوم، حيث يمتلك قدرات كبيرة في المرواغة والتسديد والحلول الفردية.

ويلعب بارجواي ككتلة واحدة في الدفاع والهجوم كما يعتبر العامل البدني من أهم مميزاته، حيث صمد لأكثر من 115 دقيقة أمام المنتخب المالي الذي ضغط بقوة من الشوط الثاني في لقاء الفريقين لكن الأخير صمد، واستطاع أن يخرج بشباكه نظيفة، كما يتميز رجال المدرب كارلو جارا بلعب كرة القدم الحديثة والسريعة على عكس منتخبات أمريكا الجنوبية وطريقة لعبهم المعتادة الدفاعية، والتي تعتمد أكثر على قتل رتم اللعب مما سيجعل اللقاء تنافسيا بشكل كبير ضد المنتخب المصري.