لماذا عمر مرموش يعتبر الوريث الشرعى لمحمد صلاح فى أوروبا؟
عمر مرموش هو أحد الأسماء التي برزت في السنوات الأخيرة كمواهب مصرية شابة تشق طريقها نحو المجد في الملاعب الأوروبية، مرموش، الذي بدأ مسيرته في مصر مع نادي وادي دجلة، سرعان ما أثار اهتمام الأندية الأوروبية بفضل قدراته الفنية والبدنية، ما دفعه للانتقال إلى نادي فولفسبورج الألماني في عام 2017 هذا الانتقال لم يكن مجرد خطوة احترافية عادية، بل كان بداية لمشروع لاعب تتوقع له الجماهير المصرية أن يكون الوريث الشرعي لمحمد صلاح في الملاعب الأوروبية.
في 2022 كان الحديث الأول الذي بنى عليه مرموش الكثير مع صلاح، في أول معسكر للاعب آينتراخت فرانكفورت مع قائد الفراعنة، حيث مده صلاح بخبرة السنوات في أقل من عشرة دقائق وكانت كلمات مرموش واضحة: "كان بالنسبة لي إحساسا رائعا أن أتحدث مع أفضل لاعب في العالم، وجه لي سؤالا عن أحوالي في ألمانيا وهل أشعر بالسعادة أم لا، ونصحني بأن أعمل على تطوير عقليتي وجعلها أفضل وأفكر دائما في الأفضل، وأتعلم منه وأكتسب الخبرات منه حتى في طريقة الأكل والشرب وداخل وخارج الملعب، صلاح من أفضل ثلاثة لاعبين في العالم ولا بد من الاستفادة منه".
منذ ظهور محمد صلاح وتألقه مع أندية مثل تشيلسي، فيورنتينا، روما، وليفربول، كان من الواضح أن الكرة المصرية دخلت مرحلة جديدة، مرحلة يتم فيها تصدير المواهب إلى أكبر الأندية الأوروبية، وتحقق النجاحات على أعلى المستويات ولكن مع دخول صلاح الثلاثينيات من عمره، بدأت الجماهير تبحث عن خليفته هنا ظهر عمر مرموش كواحد من الأسماء المرشحة لارتداء هذا العباءة الثقيلة.
الاختلافات بين مرموش وصلاح قد تكون واضحة، سواء من حيث مركز اللعب أو أسلوب الأداء، لكن هناك العديد من السمات المشتركة بينهما، التي تجعله مرشحًا قويًا لتكرار تجربة صلاح، أو حتى تحقيق إنجازات توازيها، مرموش، على غرار صلاح، يتمتع بسرعة كبيرة ومهارات فردية عالية، فضلًا عن القدرة على اللعب في مراكز متعددة على الأطراف أو حتى كجناح هجومي صريح، هذا التنوع في المراكز جعله قطعة مهمة في الفرق التي لعب لها حتى الآن، سواء في فولفسبورج أو على سبيل الإعارة مع سانت باولي، ثم مع شتوتجارت وأخيرًا مع فرانفكورت، حيث قدم مستويات لافتة جعلته محط أنظار الجماهير والنقاد على حد سواء.
التجربة الألمانية كانت حاسمة في تطور مرموش كلاعب، الدوري الألماني معروف بأنه واحد من أكثر الدوريات التي تهتم بتطوير المواهب الشابة ومنحها الفرصة للنضوج في بيئة تنافسية قوية ومع ذلك، البداية لم تكن سهلة، فقد واجه مرموش تحديات كبيرة للتأقلم مع الحياة في أوروبا من ناحية، ومع متطلبات اللعب في مستوى عالٍ من ناحية أخرى ولكن مرموش أثبت أن لديه القدرة على التغلب على هذه التحديات، وقد أصبح خلال فترة قصيرة أحد الأسماء اللامعة في البوندزليجا.
في موسم 2021-2022، ومع انتقاله إلى شتوتجارت على سبيل الإعارة، انفجر مرموش بالفعل، وبدأ يقدم مستويات رائعة جعلته محط اهتمام العديد من الأندية الأخرى، هذا النجاح في شتوتجارت أعطى إشارة واضحة بأن مرموش يسير على الطريق الصحيح ليصبح نجمًا عالميًا قدرته على التأقلم السريع مع تكتيكات الفريق، وتفهمه لأدواره داخل الملعب، جعلته جزءًا أساسيًا من تشكيل الفريق في العديد من المباريات الحاسمة، ثم وصولأ بما وصل إليه الآن حيث كاد قوسين أو أدني من اللعب للدوري الإنجليزي في الساعات الأخيرة من الميركاتو الصيفي.
إذا نظرنا إلى مسيرة محمد صلاح منذ بدايتها في بازل السويسري، وحتى وصوله إلى قمة المجد مع ليفربول، نرى أن الطريق كان مليئًا بالتحديات، ولكنه كان كذلك مليئًا بالفرص، صلاح استغل كل فرصة أتيحت له، وحول كل انتكاسة إلى درس تعلم منه، وهذا هو ما يميز اللاعبين الكبار، مرموش يبدو أنه يسير على نفس هذا النهج اللاعب الشاب لا يزال في مرحلة التطور، لكنه يملك كل المقومات التي تؤهله لتكرار قصة النجاح المصرية في أوروبا.
ربما ما يميز مرموش عن العديد من المواهب الأخرى هو عقليته الاحترافية في العديد من اللقاءات، تحدث عن أهمية الانضباط داخل وخارج الملعب، وكيف أن الاحترافية ليست مجرد مهارة بالكرة، بل هي أسلوب حياة. هذه العقلية هي التي جعلت من صلاح نجمًا عالميًا، ويبدو أن مرموش قد استوعب هذا الدرس جيدًا.
على المستوى الدولي، أصبح مرموش جزءًا أساسيًا من تشكيلة منتخب مصر تحت قيادة المدير الفني البرتغالي روي فيتوريا في بداياته ثم مع حسام حسن، مشاركته مع المنتخب كانت فرصة أخرى ليثبت قيمته كلاعب على المستوى القاري والدولي، قدم مرموش أداءً مميزًا في عدة مباريات، وأصبح عنصرًا لا غنى عنه في التشكيلة الأساسية للفراعنة، تجربته الدولية ستساعده بلا شك في تطوير شخصيته كلاعب، وتعزز من ثقته بنفسه عندما يعود إلى مشواره في الملاعب الأوروبية.
على الرغم من أن الطريق لا يزال طويلًا أمام عمر مرموش ليحقق نصف ما حققه محمد صلاح، إلا أن البداية واعدة جدًا، صلاح وصل إلى ما هو عليه الآن بعد سنوات من العمل الجاد والتضحيات، ومرموش يسير في هذا الطريق بخطوات ثابتة إذا استمر في تطوير مستواه وحافظ على التزامه وانضباطه، فإننا قد نكون أمام نجم عالمي جديد يمثل الكرة المصرية في المحافل الدولية، نرى في ذلك دفعة من صلاح قد تكون خفية بعد اهتمام ليفربول الأخير بمرموش وفقًا للعديد من التقارير وخاصًة بعد انفجاره في بداية الموسم الجديد للدوري الألماني وهو ما يجعله بالفعل الوريث الشرعي بأن يزامله لمدة موسم أو موسمين ثم يتركه ليكمل إرثه في النادي الإنجليزي.