ماذا يحتاج الأهلى قبل انطلاق كأس العالم للأندية 2025؟
فى مهمة هى الأولى من نوعها، وتحت أنظار كل متابعى كرة القدم حول العالم، حجز نادى الأهلى مقعده فى بطولة كأس العالم للأندية 2025 بثوبها الجديد، كما اختير للمشاركة فى المباراة الافتتاحية للبطولة ضد فريق إنتر ميامى الأمريكى، الذى يضم بين صفوفه الأسطورة الأرجنتينى ليونيل ميسى.
مونديال الأندية ارتدى ثوب بطولة كأس العالم للمنتخبات بـ32 فريقًا بين أبطال القارات وأصحاب النقاط الأعلى فى التصنيفات القارية، مقسمة إلى 8 مجموعات، مرورًا بالأدوار الإقصائية حتى الوصول لفريقين يتنافسان على اللقب الأغلى، بطل العالم فى الحُلة الجديدة للبطولة.
مرة أخرى نادى الأهلى بين كبار العالم، فى منافسة ذات طباع مختلفة عن سابقاتها واحتياجات أيضًا مختلفة لتقريب المسافات والفوارق الفنية بينه وبين منافسيه، والوصول لأبعد نقطة ممكنة فى البطولة.
فما أزمات الأهلى؟، ماذا يحتاج قبل مونديال الأندية 2025؟، وكيف يدعم صفوفه؟، وما المراكز الأكثر احتياجًا للصفقات؟.. كل هذه الأسئلة وأكثر نجيب عنها فى السطور التالية.
طريقة لعب الأهلى مع مارسيل كولر، منذ بدايته، اعتمدت على الأداء الهجومى الشرس وتطبيق الضغط من المناطق الأولى، وشراسته فى وسط الملعب وحرمانهم من الحصول على الاستحواذ، مع إغلاق المساحات الدفاعية وتأمين المساحات المتروكة خلف انطلاقات الخط الهجومى للفريق، ثم اختار السويسرى، فيما بعد، التنويع بين الأداء الهجومى الشرس فى بعض المباريات، والضغط على الخصوم، والتأمين الدفاعى، وترك الاستحواذ للمنافس واللعب على رد الفعل والهجوم المرتد فى مباريات أخرى، خصوصًا فى المواجهات الإفريقية الصعبة خارج الملعب، مثل مواجهة صن داونز فى بريتوريا، أو الوداد فى مركب محمد الخامس.
ويعانى الأهلى هجوميًا منذ انطلاق الموسم الجارى، خاصة فى ظل انخفاض مستوى الأجنحة وقلة الفرص الهجومية، مع تذبذب أداء وسط الملعب، خصوصًا على مستوى الضغط واستخلاص الكرة والاستحواذ، بالنظر إلى إحصائيات الأهلى منذ انطلاق الموسم المحلى، فنسبة تسجيله للأهداف وصلت إلى 1.8 هدف فى كل مباراة من بين معدل 7 فرص محققة يصنعها فى كل مباراة، وذلك على الرغم من كون الفريق صاحب النسبة الأكبر من التسديدات على المرمى لكل مباراة بواقع 5.5 تسديدة فى كل مباراة.
رغم تلك الأرقام الهجومية المقلقة، فإن نادى الأهلى هو الأكثر استحواذًا على الكرة فى الثلث الأخير من الملعب «الهجومى» بنسبة 5.8، وبعيدًا عما تقوله الأرقام، فأداء الأهلى الهجومى ما زال لم يصل إلى المستوى المنشود، وذلك لانخفاض مستوى المهاجمين، خصوصًا حسين الشحات وبيرسى تاو، وكلاهما كانا أهم الحلول الهجومية للأهلى فى الموسمين الماضيين.
ولكن أزمات الأهلى لا تتمثل فى الخط الهجومى فقط، بل فى الخط الدفاعى الذى فقد أهم عناصره برحيل محمد عبدالمنعم، الذى كان يؤدى أدوارًا مهمة فى عملية خروج الفريق بالكرة من تحت الضغط وتحضير اللعب والتنويع فى الحلول الهجومية؛ لإجادته إرسال الكرات الطولية فى المساحات العكسية خلف ظهيرى الجانبين، ومنذ رحيله اعتمد «كولر» على ثنائية رامى ربيعة وياسر إبراهيم، وكلاهما مدافعان بسمات متشابهة ترتكن إلى القوة فى الالتحامات واستخلاص الكرة وتمريرها لأقرب لاعب من خط الوسط أو الظهيرين بشكل عرضى، وزادت الإصابات المتتالية لأشرف دارى، الذى انضم بداية الموسم، الأزمات الدفاعية للفريق، إضافة إلى أن دارى يتشابه كثيرًا فى طريقة لعبه مع ربيعة وإبراهيم وليس عبدالمنعم، ما يدل على خطأ فى تخطيط التعاقدات للقلعة الحمراء، فضلًا عن تذبذب أداء يحيى عطية الله، الظهير الأيسر الذى جاء لخلافة على معلول «المصاب».
أما الجزء الثانى من أزمة الأهلى، فهو الاهتزاز الواضح فى أداء إمام عاشور وانشغاله بمعارك وأزمات خارج المستطيل الأخضر، قبل أن يخلق أزمة من لا شىء فى غرفة خلع الملابس ليفقد كامل تركيزه، بجانب قلة اعتماد كولر على محمد مجدى أفشة، صانع ألعاب الفريق، فى التشكيل الأساسى وافتقاده أدوارًا واضحة فى الملعب، وأيضًا انخفاض مستوى مروان عطية وعدم استقرار كولر على تركيبة واضحة لوسط ملعب الأهلى، ما تسبب فى فقدان الفريق واحدة من أهم مميزاته، وهى الاسترداد السريع للكرة فى وسط الملعب وفرض الاستحواذ بالتمريرات القصيرة بين ثلاثى الوسط، وفقدان التفاهم الذى أوجد مساحات فيمن بينهم سببت أزمات للفريق واستطاع الخصوم اختراقها.
أما الأزمة الهجومية للأهلى، فتتمثل بشكل رئيسى فى تباين المستويات بين العناصر الأساسية والاحتياطية، فمستوى محمود كهربا أقل بدرجات من وسام أبوعلى، وكذلك رضا سليم أقل من حسين الشحات، وتاو بات أقل الأجنحة إنتاجًا وفاعلية فى الفريق، وصاحب ذلك ارتفاع مستوى طاهر محمد طاهر بجانب تركز اللعب على وسام أبوعلى والتمرير له فى العمق الهجومى للخصوم، ما يكثف من ضغط الخصوم ضده لحرمانه من الوصول للمرمى، فضلًا عن إصابته فى بداية الموسم التى أثرت على انطلاقته التى لا تقارن بما قدمه فى الموسم الماضى.
ما يحتاجه الأهلى قبل مونديال الأندية 2025 هو تحضير خطة عمل شاملة يتم وضعها بالتنسيق بين لجنة التخطيط ممثلة لإدارة النادى، ومارسيل كولر المدير الفنى للفريق؛ باعتباره المسئول الأول عن الأداء الفنى وتكتيك الفريق، ومسئولى الكشافة فى النادى، لتحديد أولًا الأهداف المرجو تحقيقها من البطولة قبل الحديث عن أسماء أو صفقات، وبناءً على الأهداف المتفق عليها تأتى الخطوة الثانية، وهى خطة العمل واختيار الأسماء المناسبة لصفقات الفريق والتدعيمات فى الخطوط الثلاثة، باعتبار أن مركز حراسة المرمى هو الأكثر جاهزية فى الفريق من حيث الأسماء وتقارب المستويات بين عناصره.
أهداف وتطلعات إدارة القلعة الحمراء ستكون العامل الرئيسى لتحديد مصير تدعيمات الفريق بالانتقالات، خاصة أن النادى أمامه فرصة ذهبية تتمثل فى 3 فترات انتقال تبدأ أولاها مطلع العام الجارى، والثانية بعد نهاية منافسات الموسم، والثالثة استثنائية قبل انطلاق البطولة مباشرة.
بالنظر لمستوى الفريق، فإذا كانت إدارة الأهلى تستهدف التمثيل المشرف والخروج بعد دور المجموعات فالتشكيل الحالى كافٍ، أما إذا كان الهدف هو الذهاب بعيدًا فى مشوار البطولة، فالفريق بحاجة للاعب فى مركز قلب الدفاع قادر على تقديم أدوار الخروج بالكرة وتحضير اللعب من الخلف لزيادة الحلول الهجومية للفريق، وحسم موقف استمرار أو رحيل على معلول من الفريق، ففى حال رحيله سيكون الفريق بحاجة لظهير أيسر جديد، فضلًا عن حسم الموقف النهائى لإعارة يحيى عطية الله بتحويلها لشراء دائم، أو رحيله والبحث عن عناصر أخرى فى هذا المركز.
كما يحتاج الأهلى لاستقدام لاعب وسط ملعب هجومى يمكنه تقديم أدوار ربط الخط الخلفى بالهجوم، وكذلك الاقتراب من المرمى والتسجيل، وهنا يظهر اسم محمد على بن رمضان مرة أخرى كأحد أهم الحلول المتاحة للفريق الأحمر، وكذلك استقدام لاعب فى مركز وسط الملعب الدفاعى لإضافة عمق فى قائمة الفريق بالنسبة لخط الوسط، مع زيادة عدد دقائق مشاركات محمد مجدى أفشة تدريجيًا لاستعادة مستواه والاستفادة منه فى عملية الاستحواذ على الكرة وفرض إيقاع الفريق على الملعب ونقل الكرة من الدفاع للهجوم.
وفى الخط الهجومى، يجب أن تبدأ إدارة الأهلى من الآن فى عملية البحث عن مهاجم محترف قادر على استغلال الفرص داخل منطقة الجزاء، ويجيد التمركز فى المنطقة وخارجها ومتنوع فى أساليب لعبه بين الهجوم المباشر على المرمى، أو اللعب كمحطة لزملائه لنقل اللعب من العمق للجناحين، لإشعال المنافسة مع وسام أبوعلى، بجانب امتلاكه القدرة على إنهاء الهجمات وبقوة تهديفية مقاربة إن لم تكن أفضل من وسام.
وعلى مركز الجناحين، فالفريق بحاجة للاعبين فى مركز الجناح يمتازان بالحلول الفردية فى المراوغة، وخصوصًا فى مواقف الـ1 ضد 1، بجانب قدرته على التسديد على المرمى واستغلال المساحات العكسية خلف ظهيرى الجانبين، وكذلك امتيازهما بالسرعة للاعتماد عليهما فى الهجمات المرتدة.
أبرز ما يحتاجه الأهلى فى هذه الفترة، هو استقدام الصفقات فى أسرع وقت ممكن، والبدء فى إدخالها بالتشكيل لإكسابها التفاهم والانسجام سريعًا مع الفريق، وكذلك العمل على رفع اللياقة البدنية للفريق، ووضع برنامج بدنى مكثف للاعبين لتجهيزهم للمرحلة المقبلة من الموسم التى ستكون مزدحمة بالمباريات قبل انطلاق كأس العالم، فضلًا عن وضع برنامج غذائى محدد وفرض مزيد من الصرامة على اللاعبين والتدريبات لوضع كامل التركيز على الوصول لمونديال الأندية 2025 بأفضل مستوى ممكن للقلعة الحمراء.