عاش هتلر.. يوم أن أحيا أندرياس مولر ذكرى الزعيم النازى فى قلب لندن
خلفت الحرب العالمية الثانية قرابة الستين مليون قتيل، ودمرت أجيالًا بعد قنبلتي هيروشيما ونكازاكي النوويتين، ولكن آثارها على المجتمع الألمانى كانت ثقيلة بعد استسلام ثانٍ غير مشروط وعقوبات مازالت تعاني منها إلى الآن.
الألمان ودول المحور، خسروا الحرب أمام الحلفاء بقيادة الانجليز والاتحاد السوفيتي وتدخل أمريكا القاسي على اليابان؛ لكن كرة القدم انحازت لهم في أكثر من مرة وأسقطت أمامهم السوفييت والإنجليز، ونتحدث اليوم عن إحدى مواجهات المنتخبين الألماني والانجليزي، والتي كان لها خلفية من الحرب العالمية الثانية.
ويلتقي اليوم المنتخب الألماني مع نظيره الانجليزي، في دور الـ16 من بطولة أمم أوروبا 2020، في السادسة مساءً؛ ويسلط «الكابتن» الضوء على مواجهة تاريخية بينهما سبقت مباراة الليلة بـ24 عامًا.
استضافت دولة انجلترا منافسات أمم أوروبا في عام 1996، وأقيمت البطولة تحت شعار «كرة القدم تعود لموطنها» باعتبار الإنجليز هم أول من لعبوا كرة القدم ووضعوا قوانينها.
ولعبت البطولة بمشاركة 16 منتخبًا قُسِمت على 4 مجموعات؛ وتأهل عن تلك المجموعات 8 منتخبات أكملوا الأدوار الإقصائية للبطولة.
المنتخب الانجليزي تأهل على حساب إسبانيا بعد الاحتكام لركلات الترجيح، عقب التعادل السلبي بدون أهداف؛ فيما صعد المنتخب الألماني لنصف النهائي بعد الفوز على كرواتيا بهدفين لهدف.
منذ انتهاء الحرب العالمية وحتى عام 1996، واجه المنتخب الألماني نظيره الانجليزي في كأس العالم 1966، وانتصر الانجليزي بنصف النهائي، وتعادلا في دور المجموعات لمونديال1982، فيما انتصر الألمان في نصف نهائي مونديال 1990، فضلًا عن العديد من المباريات الودية، يمكنكم مطالعة تاريخ مواجهات المنتخبين من هنا.
وفي نصف النهائي لأمم أوروبا 1996، حضرت إليزابيث الثانية، ملكة انجلترا، في مدرجات ملعب ويمبلي لمشاهدة مباراة انجلترا وألمانيا.
وتقدم آلان شيرار للمنتخب الانجليزي في الدقيقة الثالثة لترتفع الأهازيج في ملعب ويمبلي؛ قبل أن يتعادل ستيفان كونتز للمنتخب الألماني في الدقيقة 16.
وبعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي، انتقل الفريقان لركلات الترجيح من نقطة الجزاء لحسم المتأهل للمباراة النهائية.
وسجل لاعبو المنتخب الانجليزي والألماني أول 5 ركلات بنجاح، لتصبح النتيجة 5-5 في ركلات الترجيح، وينتقلا لنظام ركلة وركلة أي أن من يهدر ركلة الجزاء سيخرج من البطولة.
وتقدم جاريث ساوثجيت، لاعب آستون فيلا آنذاك، والمدير الفني الحالي للمنتخب الانجليزي، لركلة الترجيح السادسة، وسددها على يمين الحارس كوبكي الذي تصدى لها بنجاح، ويتبقى للألمان ركلة واحدة فقط للتأهل للنهائي.
«الأجواء كانت حارة، والجميع في الملعب كانوا يصفرون؛ لم يكن الأمر سهلًا، أذكر جيدًا أن الـ20 ثانية التي مشيت فيها 30 مترًا بين خط المنتصف والمرمى كانت لحظة صعبة ولاتصدق بالنسبة لي»" أندرياس مولر، لاعب منتخب ألمانيا ومسدد الركلة الأخيرة في تلك المباراة.
وتقدم أندرياس مولر، لاعب المنتخب الألماني آنذاك لتسديد الركلة الأخيرة، ووضعها بقوة في منتصف المرمى ليعلن تأهل المانشافت للمباراة النهائية للبطولة.
بعد دخول الكرة للشباك، ركض مولر ناحية الجمهور الانجليزي، ووقف واضعًا يده على خصره وينظر لهم بتعالٍ؛ في تشبيه لوقفة أدولف هتلر، عدو انجلترا الأول في الحرب العالمية الثانية؛ كأنه أراد أن يحيي ذكرى الزعيم النازي في قلب لندن، تلك العاصمة التي خرج منها وينستون تشيرشل ليقلب موازين الحرب على هتلر ورفاقه.
«الصورة التي التقطت لي هي الأكثر شهرة في مسيرتي، طلب العديد من الجماهير حول العالم توقيعي على تلك الصورة؛ جاسكوجين، لاعب انجلترا سألني لماذا احتفلت بهذا الشكل؟ فقلت له لا أعرف، كان مجرد رد فعل، ولكنني كنت فخور بركلة الترجيح هذه، لأنها أهلتنا للمباراة النهائية على حساب المنتخب الانجليزي وعلى أرضه وبين جمهوره، لقد كانت علامة للفخر»، تصريحات أندرياس مولر "المصدر بي بي سي".